back to Cultural Salon page

الدكتورة شانتال سركيس في الصالون الثقافي

النظام الانتخابي بين العيش المشترك وصحة التمثيل


1 نيسان 2017

تحت عنوان "قانون الانتخاب، ما بين العيش المشترك وصحة التمثيل"، أقام الصالون الثقافي نشاطه الثقافي الشهري الرابع والعشرين في قاعة المونتيڤردي في القبيات. من بعد كلمة الترحيب بالدكتورة شانتال سركيس، أمينة عام حزب القوات اللبنانية، من قبل الدكتور أنطوان ضاهر، وكلمة التعريف بالمحاضِرة من قبل الدكتور إيلي زريبي، ابتدأت الدكتورة سركيس محاضرتها مركِّزة على ثوابت أساسية منها أنه ليس بامكان النظام الانتخابي، في أي بلد كان، أن يكون منعزلاً عن النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية الناجمة عن تاريخ البلد وتطوره. كما أن ليس هناك من نظام انتخابي مثالي، وأن ما يصحّ في السويد ربما لا يصح في بلد آخر. كما أن على النظام الانتخابي، بنظر القوّات اللبنانية، أن يعكس التركيبة الاجتماعية بصحة تمثيله كل الطوائف وفعالية تمثيله لهذه الطوائف، مع تركيز على مفهوم الفعالية. وعلى هذا النظام الانتخابي أن يحافظ على صيغة العيش المشترك بطريقة تدعم خط الإعتدال داخل كل طائفة، فالنظام الانتخابي "يا أنو بيعمل حرب، يا أنو بيطفّي حرب".

وتطرقت الدكتورة سركيس في ما بعد إلى مجمل القوانين المطروحة مع تبيان مراكز القوة والضعف في كلٍ منها، من الدائرة الفردية إلى المختلط مروراً بقانون"شخص واحد، صوت واحد" وقانون الصوت المحدود limited vote، والارثوذكسي، وصولاً إلى النسبية التي لا ترى فيها الدكتورة سركيس ذاك النظام المثالي الذي يُروَّج له، إنما وعلى العكس، طريقة ملتوية لتطبيق الديموقراطية العددية، "أي بداية النهاية للطائف و ضرب لصيغة التوافق الوطني ومبدأ المساواة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان". وذكرت سركيس بما حصل في العراق عند تطبيق النسبية بلوائح مقفلة ضمن دائرة واحدة، ما أدى إلى شعور السنّة بالتهميش وما دفعهم نحو التطرف. نتيجة ذلك حصل في ما بعد تصغير للدائرة الانتخابية واعتماد الصوت التفضيلي فتحسنت الحال نوعاً ما. وهذا ما حصل أيضاً في البوسنة والهرسك حيث أن المنظمات الدولية التي كانت بادئ ذي بدء دفعت نحو النسبية عادت وتراجعت عنها بسبب ما نتج عنها من دفع نحو التطرف. أما في ما يخص القوانين الأسلم برأيها فهناك قانون "الصوت المحدود" الذي أقترحته القوات في الماضي ولم يلق تجاوباً وهو يقضي بأن لاينتخب المواطن مجمل أعضاء الائحة إنما نسبة معينة منها، أي أن ينتقي الناخب مثلاً ثلاثة أو أربعة نواب من أصل لائحة عكار المؤلفة من سبعة. وهناك، نظراً إلى تعلق بعض اللبنانيين بالنسبية وبعضهم الآخر بالأكثرية، القانون المختلط الذي تقدمت به القوات مع حزبين آخرين والذي تطوّر مؤخراً من حيث الصيغة وهو يسمح أكثر من غيره من القوانين بالحفاظ على العيش المشترك ويؤمن نسبة مقبولة جداً من فعالية التمثيل.

وكان نقاش مثمر ابتعدت فيه الدكتورة سركيس بشكل ملفت عن ما درج عليه الساسة التقليديون وهو الترويج ل"بضاعتهم"، إذ أنها أعطت الحيّز الأكبر من وقت محاضرتها للنسبية الكاملة التي لا تؤيدها، متقبلة الإنتقاد لمشروعها الذي يبقى بنظرها أفضل الممكن حالياً والطرح الأكثر واقعية. واستُكمل الحوار في ما بعد على طاولة العشاء.