Email Webmaster: elie@kobayat.org

 

 المزار القديم لسيدة الغسالة
بقلم الأب يوحنا حبيب البيسري
 

يمتدّ وجود هذا المزار المقدّس إلى بدء وجود الموارنة في أواخر الجيل الرابع سنة 451. منذ وجوده يرتاده الكثيرون من الزوار من كل أنحاء القبيات، وعندقت ومنطقة الدريب، يطلبون حاجاتهم من العذراء، يتّجهون اليه في طريق وعر، بين الصخور والجدران القديمة المغطّاة بالعليق، يجتازون معابير حجريّة عالية يتسلقونها بصعوبة حتى يصلوا موطن المزار.


منذ سنة 1982 وما قبل لم يكن بقرب السيّدة أو على طريقها من بيوت سكن، بل بقعة خاوية خالية، إلاّمن غابة شجر سنديان وعفص تقوم على جذوعها "جموم" العليّق والقندول المختلفة، ولهذا كان الوصول اليها صعباً وشاقّاً. ومن يرغب في زيارة المعبد، كان عليه أن يتسلّق مرتفعاً لجهة الشمال، مارّاً بين الأشواك، ثم ينحدر إلى وسطه، واطئاً درجتين حجريّتين، فيجد نفسه بعد ذلك أمام قنطرتين، الواحدة قائمة إلى اليمين جنوباً والثانية إلى الشمال شمالاً، كما في الصورة سابقاً. تَربط القنطرتين عضاضة حجرية في جانبيها طاقتان، فيهما سرجٌ من تنك وفخّار تشعل فيها النار بواسطة فتيلة قماشية. تحت كل قنطرة مذبح مرفوع من حجارة عادية بثلاثة مداميك حقيرة ترتبط بعضها ببعض بطين مجبول من تراب احمر ضارب إلى السواد، وعلى المذبح الجنوبي صورة سيدة الغسّالة التي نراها على المذبح حتى اليوم، وامام هذه الصورة بقايا لشموع أُضيئت سابقاً فتراكمت بعضها فوق البعض حتى كادت تؤلف مذبحاً فوق مذبح. وعمل زوايا المذبح بخور يحترق فوق كومة محروقة فجلّلت الحجارة بالسواد. على المذبح الشمالي الذي تهدّمت قنطرته منذ القديم صورة القديس جرجس وأمامها آثار الشموع والبخور المحروق كما على مذبح العذراء. وإذا تلفتّنا غرباً ونحن أمام مذبح العذراء نرى أن بناء هذا المزار القديم، يزيد طوله على العشرة أمتار وعرضه عن الثمانية، ونرى على بعض قطع من تلييس الحائط الجنوبي القديم، رسوماً ملوّنة، لكنها غير واضحة يستدل منها أن البناء شيّد قديماً بعناية، وأتقن فنًّا وزخرفة لم تُبقِ منه عاديات الدهر، الاّ قطعاً مبعثرة وحواشي مزركشة. على طول البناء شمالاً قامت رجمة من حجارة عادية تعلو نحو ثلاثة أمتار، ولفّته شرقاً فجنوباً، ومن قلب هذه الرجمة انبعثت أشجار كثيرة من السنديان والعفص، بينها عرموطة يقطفُها الزوّار وقت نضوجها. من هذه الأشجار تميّزت سنديانتان بضخامة الجذوع وامتداد الأغصان نظير الشجرتين الباقيتين إلى جانب الكنيسة الجنوبي، والملتفّتي الجذوع. هذه صورة البناء الخارجية التاريخية. امّا الممارسات الروحية التي كانت تتمّ فيه فحدّث عنها ولا حرج... إلى هذا المزار العجائبي كانت تتقاطر العشرات من المحتاجين، إلى مساعدة هذه الأم الحنون، يحملون اليها المرضى من مختلف الاعمار، والمصابين بانواع متباينة من المصائب: منهم العرج والعميان والمخلّعون، وذوو الرجفان والعُته. منهم من يُلقى على ذلك المذبح الحجري وتُشعل حوله الشموع ويُحرق البخور، ومنهم من يُطرح على اقدام المذبح المذكور او في صحن دار المزار على التراب والحصى، وفي الشمس. ومن افواه ذوي المصابين تتصعّد الصلوات عالية، توجِّه السلام الى مريم، تطلب شفاعتها، لشفاء العلّة والألم، والزفرات تخالطها الدموع، تترجم الايمان بامّ الرحمة. وسيدة الغسّالة هذه، وامامها كل هؤلاء المصابين، تقرع مسامعها، صلواتهم الحارّة، بيدها المباركة، تلبّي الطلبات، فيتعافى المرضى، وتستقيم الاعضاء المخلّعة، ويكمل ما نقص منها، ويجمل ما تشوّه، فيعود الاهل ومرضاهم الى بيوتهم ينشرون ويشيدون بمولاة السماء والارض وبمنّها وكرمها، كما هو مذكور في آخر الكتاب. فعطاء مريم هذا غيرُ المحدود، حمل جماهير كثيرة من القبيات وخارجها الى التدفّق على معبدها هم ومن يحملون من مرضى ومصابين، مما جعل فسحة المزار تضيق بهؤلاء الزوّار، فيُطرُّ الكثير منهم ان يُلقوا بمرضاهم بين الاشواك والحجارة خارج المعبد ينتظرون دوراً يسمح لهم بالعبور الى الداخل ليُلقوا مريضهم على المذبح او تحت اقدامه. وتتضاعف هذه الجماهير عند حجّها الى هذا المعبد العجائبي، في الفسحة من الزمن التي تمتدّ من أوّل آب حتى نهاية الخامس عشر منه وهو عيد انتقالها المجيد الى السماء. " ويسمّى عيد سيدة الغسّالة". هذه الفسحة هي ايّام تساعيتها كان يقيم خلالها كاهن الرعية قديماً الصلوات كلّ يوم نحو الساعة الرابعة والنصف مساءً، تختم بزياح صورتها المقدسة، وفي يوم عيدها يقيم الذبيحة الالهية باحتفال مهيب تحضره المئات من المؤمنين فيغضّ بهم المكان. وهذا ما حمل بعض الشباب الغيورين ومنهم المرحوم مخول جروج خطار الى توسيع هذا المزار. والآن اترك الكلام للمرحوم المذكور يقصّ علينا حكاية اعتنائه بهذا المعبد المقدس منذ البداية. سألته يوماً وقد بلغ 87 سنة من عمره. ارجوك ان تسرد لي بعضاً من قصّة حياتك منذ بدايتها مع معبد سيدة الغسّالة. فقال وهو متّكئٌ في البيت الشتوي الى مسندٍ : ولدت سنة 1890، تعلّمت على يد المرحوم الخوري مطانيوس فهد من حيّ مرتموره، كان يعلّم في دير الآباء الكرمليين حوالي سنة 1901 الكرّاسة الاولى "أبجد هوّز" وبعض مبادئ تعليم الدين وبعدها مزامير داوود. وحوالي سنة 1918 وقد بلغت من العمر حوالي 28 سنة كنت اسمع الذبيحة الالهية يوم عيد سيدة الغسّالة 15 آب يقيمها المرحوم الخوري بطرس حبيش، وكان معبدها بحالة ذريّة، ضيّقاً خراباً، وكان الكثيرون الذين يحضرون مثلي الذبيحة الالهية من القبيات وعندقت يضطرّون الى الوقوف في الارض المزروعة او الجلوس على ركام الحجارة بين جموم العلّيق. فلمّا رأيت أن المكان مكشوفٌ للشمس على هذه الحالة، دفعتني الغيرة انا وبعض الشباب، منهم سركيس خطار، وسركيس شاهين جمعة، ويوسف مخول ضاهر والد الدكتور جوزف ضاهر وهم في اول شبابهم الى تحسين وضع هذا المزار. توجهنا الى ما وراء المطحنة، نحمل فراعة ومنجلاً، قطعنا شجرة حور من بستاننا هناك، قشّرناها، قطعنا رأسها الطويل، وربطناها بالحبال وجررناها الى مزار السيدة. الطريق طويلة، ووعرة، كلها حجارة وطيّات وليّات، كان الجرّ صعباً جداً، وكان كلُّ من يلتقينا في الطريق ويعرف الغاية من جرّ هذه الحورة يساعدنا. بقينا نصف النهار تقريباً حتى اوصلناها الى معبد سيدة الغسّالة، وهنا استعنّا ببعض الجيران. منهم طنوس شاهين جمعة، وطنوس اسبر عبدو والخوري يوسف البيسري وغيرهم، فرفعناها على قنطرة مذبح القديس جرجس المتهدّمة وجعلنا فوقها اغصان العفص والغار لتحمي الزوار من حرارة الشمس، والمطر ايام الشتاء.
 
 

المرحلة الثانية- الكبلاّ الداخلية

 لكنّ هذه العملية لم تفِد الزائرين بشيْ. ففكرتُ أن أقسم فسحة المزار في الوسط من الشمال إلى الجنوب، على بعد سبعة أمتار إلى الغرب من المذبح الصغير. فجمعنا البعض من الجيران ومنهم طنوس شاهين جمعة، الذي قام ببناء هذا الحائط بحجارة من الدفش، نجمعها من الحيطان، المجاورة والسناسيل، فارتفع الحائط على موازاة الحنايا الشرقية القديمة، وترك في الحائط المشاد باباً ونافذة صغيرتين. ثم نقلنا الحورة التي جلبناها من وراء المطحنة وجعلناها قضّاباً من الشرق إلى الغرب وركّب فوقها المرحوم يوسف النجّار "الكبير" سبه جملون من الخشب العادي، وقباها بألواح توتيا، جمع ثمنها المرحوم "مخائيل ناصيف الديك" الناظر في معمل الحرير لصاحبه الدكتور كاسيني، من بنات المعمل وقُدّر هذا التبرع بنحو من أربعين "ريال مجيدي" عملة تلك الحقبة من الزمن، وهو أول تبرّع جرى لسيدة الغسّالة في بدئها. وهذا تمّ في ربيع سنة 1922. وهذه الألواح نقلها على ظهر الجمال المرحوم يوسف اسعد شاهين ضاهر، من طرابلس من عند البرط، وهو تاجر حديد مشهور حتى اليوم. واقراراً بالجميل نذكّر، بأن مخائيل ناصيف كان من اكبر المساعدين لي في تطوير بناء السيدة حتى وفاته. يقوم معي بدورات استعطائية، في البلدة والجوار، واخيراً على الجنود في كل أنحاء لبنان. يتسلّم قيد التبرعات والمصاريف بدقة وأمانة حتى مماته. وبع أن قامت جدران هذه الكبلّة، هدمنا المذابح الصغيرة القديمة للعذراء وللقديس جرجس أزلنا العضاضة الفاصلة بين المذبحين والتي تربط الحنيتين، فأصبحت ساحة واحدة. طيّنا الحيطان بالتراب المجبول بالحوّارة وصنعنا مذبحاً خشبياً يرتفع على أربع قوائم، عليها لوح خشبي طوله نحو متر ونصف، غُطّي بأوجه من قماش، وعليه كانت تقام الذبيحة الإلهية كل سنة في عيد انتقالها 15 آب. أمّا الكهنة الذين توالوا على خدمة هذا المزار منذ القديم، فهم الخوري بولس زيتوني، الخوري بطرس حبيش، الخوري إبراهيم الزريبي. وفي سنة 1926 تسلّمها الخوري يوسف البيسري واخذ يقيم فيها الذبيحة يومياً، بعد أن تكونت رعية سيدة الغسّالة تلك السنة بمرسوم من سيادة المغفور له المطران عريضة راعي أبرشية طرابلس المارونية. لم يكن للكبلّة جرس، فاستعيض عنه بناقوسٍ وهو عبارة عن حديدة مستطيلة بعرض 15 سنتم تُضرب بحديدة أخرى، فتُسمع صوتها أبناء الحيّ، فيتقاطرون إليها لسماع القداس. في 15 آب 1926 دعوت المرحوم الخور أسقف مخائيل الزريبي ليقيم قداساً حافلاً بمناسبة عيد انتقالها، فحضر أناس كثيرون، لم تسعهم الكبلّة، ولا أمام الباب، ولمّا انتهى القداس، واقبل الحضور ليعيّد المنسنيور، أخذ يحثهم للعمل على توسيع بناء الكنيسة، لتستوعب اكبر عدد ممكن من المؤمنين، تكريماً للعذراء، فنهضت بين الجمهور وبالهام منها أعلنت على مسامع الجميع "إن شاء الله في السنة المقبلة سنحتفل بالقداس في كنيسة اكبر من الحاضرة". وفي 24 تشرين الثاني 1926 توجهت إلى طرابلس راكباً على البغلة ومنها الى كرمسدّة كرسيّ المطرانية الصيفي. وصلتها حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، واجهت سيادة المثلث الرحمات المطران عريضة، عرضت عليه فكرة بناء كنيسة جديدة، استغرب الفكرة قائلاً : من أين تأتي بالدراهم في هذه الأيام العصيبة. وبالفعل ، كانت ثورة زين مرعي تمزّق المنطقة وتملأها خوفاً سنة 1926 ولم يكن معي من الدراهم اكثر من ستين ليرة لبنانية . فأجبت سيادته : العذراء هي تدبّر طالما العمل لخدمتها. فطلب اليّ إنشاء خريطة للكنيسة المنوي بناؤها. فعدت إلى القبيات، لأطلع المنسيور الزريبي على طلب سيادته، فاخذ ورقة ورسم لي فوراً خريطة الكنيسة على شكلها الحالي وعدت بها إلى سيادته. فسألني مستغرباً : بأية سرعة ذهبت إلى القبيات، وعدت إلى هنا؟ أرَيْتَهُ الخريطة، فتأملها جيّداً ، فصدّقها على الفور وسطّر لي وكالة رسمية في 25 كانون الثاني 1926 وعدت إلى القبيات لأباشر بالعمل. وهذه أوّل صورة لوكالة المرحوم مخول جروج خطار على وقف سيدة الغسّالة، بخط يد المثلث الرحمات المطران عريضة: "انه بتاريخه أدناه قد أقمنا بأسطرنا هذه ولدنا الخواجا مخول جروج خطار من القبيات وكيلاً على وقف كنيسة الغسّالة المعروفة بسيدة الغسّالة وفوّضنا إليه أن يشرع في تحديد بناء الكنيسة المذكورة بحسب الخارطة التي قدّمها لنا بنوع أن يكون البناء محكماً متقناً لايقاً وق فوّضنا إليه أن يتسلّم كل ما يقدّم لهذه الكنيسة من تقادم ونذور وينفقها على بناء الكنيسة فعليه إذاً أن يمسك دفتراً مخصوصاً يقيّد فيه بكل دقّة وضبط كلّما يدخل على الكنيسة وما يصرف على بنائها يؤدّي حساباً عن ذلك عندما يطلب منه بأمرنا وإشعارا بذلك حُرّرت في 25 تشرين الثاني 1926 ست وعشرين".
محل الختم
الحقير انطوان عريضة
مطران طرابلس


وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني، باشرت برفع الأنقاض القديمة، مع رجمة الحجارة القائمة من جهة الشمال، وقطع الأشجار المنبثقة منها، وتركت الأساس على وضعه القديم من الشمال ودفعته إلى الجنوب نحو مترين فاصبح عرض الكنيسة نحو ثمانية أمتار، وطولها نحو عشرة إلى الغرب، زيد عليها الخورس الحالي شرقاً. وفي أثناء رفع الأنقاض من الجهة الشمالية، بينما كان المرحوم موسى مخول بطرس يرفع بعض الحجارة عن بعضها، سقطت رجله في مكان فراغ، فهوى على الحجارة وصرخ، فتقدمت منه، وساعدته على النهوض وتفرّست في المكان الفارغ، فرأيت عظام أرجل وجمجمة وبينها آثار بذلة قداس من قصب حريري ،فتبين أن كاهناً أو مطراناً دُفن هناك. فأخبرت سيادة المطران عريضة بالواقع، فأمرني بالاحتفاظ بالبقايا، نقلت الجمجمة إلى سيادته أمّا بقية العظام فتبعثرت أو وُزّعت ذخائر للشعب من كل مكان. وتحت زاوية الكنيسة لجهة الغرب وأثناء حفر الأساس وُجد جرن كبير حجري، بعد إخراجه تبيّن انه كان جرناً للمعمودية، له مصرف في صحنه الأسفل، لتفريغه من الماء بعد العماد. لأن العماد كان بالتغطيس على ما يبدو. ولم يزل موجوداً حتى الآن عند زاوية الكنيسة الخارجية لجهة الغرب. أثناء الحفر أيضا، وُجدت قطع خزفية كثيرة مختلفة الأحجام والأشكال والسماكة، ومحادل صغيرة، وانتيكات معدنية عليها بعض صور الملوك القدماء من رومان ويونان وأتراك، وتواريخ قديمة يستدل منها إن مكان هذا المعبد قديم جداً. يوم أعلن المرحوم مخول جروج خطار وكيل الوقف في 15 آب 1926 أمام جمهور أبناء رعية سيدة الغسّالة وبحضور المنسيور مخائيل الزريبي الذي احتفل بالذبيحة يومذاك بأن الكنيسة الجديدة ستكون جاهزة في مدة سنة، هكذا صمّم وبدأ يحفر الاساسات على الشكل الحالي. ولم يكن معه اكثر من مائة ليرة لبنانية. لم يمرّ أسبوعان من شهر كانون الأول 1926 حتى كانت الأساسيات محفورة. لكن كيف؟ ما إن أعلن الوكيل بتصميمه على بناء الكنيسة والمباشرة بحفر الأساسات حتى اندفعت رعية سيدة الغسّالة بشبابها وشيبها للمؤازرة بالمشروع. المعول بيد الشاب، والرفش بيد الختيار والسل بيد المرأة لنقل التراب، والرجوم. فالناظر إلى تلك الورشة المندفعة كان كأنه يرى حفلة عرس، يتنادون، ويحثّون بعضهم البعض، يغنون ويهتفون! يا الله يا شباب! يالله يا إخوان! قامت، قامت الحيطان! بمعونة السيدة... كل هذا ليشرح لنا روحية ذلك الجيل الغيور المحبّ للعذراء، المضحّي الذي لا يحتاج إلى رجاء، أو تكليف للعمل، بل يندفع من طبعه، عندما يرى العمل متواصلاً في الكنيسة. بعد فتح الاساسات وقبل إقامة الجدران أُضطرّ الوكيل إلى تهديم الكبلّة القائمة في وسط الكنيسة وإنشاء غيرها تحت السنديانة الجنوبية لاقامة القداس الالهي .
 
 

المرحلة الثالثة - الكبلّة الخارجية

وفي الخامس عشر من كانون الأول سنة 1926 أُقيمت كبلّة جديدة تحت الشجرة الكبيرة الجنوبية وهي عبارة عن ركائز خشبية تؤلف أربعة زوايا، طُوّقت بألواح توتيا واقيم لها سطح بشكل جملون من توتيا ايضاً ونقل اليها المذبح الخشبي من الكبلّة القديمة ، وواصل كاهن الرعية الخوري يوسف البيسري إقامة الذبيحة فيها كل يوم. زُنّرت من الداخل قرب السطح بقطعة قماش بيضاء عرضها نحو نصف متر ، عليها تعلّق صور العذراء وبعض صور القديسين .أُحتفل فيها تلك السنة بأسبوع الآلام ، وفي أثناء الاحتفال بدفن الصليب إذ بالناس يصرخون... ملائكة، انظروا ملائكة تسير على قطعة القماش . وبالفعل كنت حاضراً هذا المشهد، أثار هذا المنظر إعجاب الجمهور. توقف الكاهن عن الصلاة لينظر. خرج بعضهم ليروا احداً يتمشى خارجاً، فلم يجدوا، ركع الجميع يمجّدون الله ويقرعون الصدور. وما هي الا دقائق حتى غاب المشهد، وحمل الناس بعد الصلاة ما شاهدوه إلى البلدة يُعْلِنُون قدرة لله في قديسيه. أثناء هذه الصلوات التي تتواصل في الكبلّة ،وضع الوكيل مخول جروج خطار الحجر الأول في أساس الكنيسة الجديدة في الثاني من كانون الثاني سنة 1927 بواسطة المعلم المشهور في ذلك الوقت، المرحوم توفيق داوود الصايغ. وهو الذي نحت صدوغ الأبواب والأعتاب والشبابيك وركّز على عتبة الباب الغربي حجراً حفر فيه تاريخ بنيان الكنيسة سنة 1927. قصّب حجارة الجدران المعلّمان مخول عبود شاهين وسركيس ضاهر.
 
 

المرحلة الرابعة- الكنيسة

تواصل أعمال البنيان على هذه الصورة مدة خمسة اشهر وكانت الجدران قد ختمت حتى السقف. فأقام الوكيل حفلة الختام للمعلمين وللعملة ولبعض المساعدين من أبناء الرعية، اقتصرت على مبادلة التهاني، وغذاء حافل تحت شجرة السنديان ختمت بصلاة شكر للعذراء على مساعدتها. وفي أوّل حزيران 1927 بوشر برفع التكنة ومدّ القرميد والسقف الخشبي من الداخل. المنفّذون هم : المعلم يوسف النجار الكبير والد دياب حاكمه. ويوسف النجار حاكمه الصغير، واسكندر فرنجية. وبعد جهود جبّارة وعناء شديد تمّ إنجازها في أواخر تشرين الأوّل سنة 1927. والى جانب الكنيسة من الجهة الشمالية شيّد الوكيل غرفة السكرستيا، بناها المرحوم توفيق داوود وصُبّ سقفها بالإسمنت وكان ثمن كيس الترابة في ذلك الوقت 23 غرشاً تركياً ونصف وبلغت تكاليف الغرفة نحو 1620 غرشاً تركياً ، وكان الانتهاء من شغلها في أواخر كانون الثاني 1928. وفي آذار 1928 لزّم الوكيل تلييس الكنيسة للمعلّم مخول ابراهيم انون بقيمة 1200 غرشاً تركياً انتهى من عمله في أواخر ايار 1928. وفي حزيران 1928 صُبّت ارض الكنيسة. قام بالعمل، المعلم نخله بطرس وهو في أول شبابه، وقد شاركت بالعمل وأنا صبيّ عمري نحو من 14 سنة انقل الأسمنت في التنكة أقدّمها للمعلم. وفي شهر تموز 1928 قام بدهن الكنيسة بحسب وضعها الحالي معلمان من الشام " سوريا" باجرة بلغت 1770 غرشاً تركياً ما عدا المصارفات والتنقلات من الشام واليها. وفي شهر آب 1928 لزّم الوكيل قبّة الجرس للمعلم إبراهيم بربر من بلدة الشطّاحة منطقة "الجومة" بقيمة 8500 غرشاً تركياً ما عدا مصارفات المعلمين البالغة نحواً من 1170 غرشاً تركياً . نُقلت أحجارها السكّرية، على ظهور الجمال من قرية كرم عصفور " منطقة حلبا" عكار.
 
 

الجرس

 وفي شهر آب ايضاً اشترى الوكيل الجرس الحالي بواسطة السيّد مرعب من بيروت بقيمة 45 ليرة ذهبية استقدمه من ايطاليا ولدى نقله إلى القبيّات استقبل بحفاوة، ورُكّز في قبّته في أواخر ايلول من السنة نفسها وقُرع للمرّة الأولى، يُسمع صوتاً غير صوت الناقوس القديم. وفي المدّة الممتدة من أواخر آب إلى نهاية سنة 1928 قام الوكيل مخول جروج، بتوسيع دار الكنيسة من الشمال إلى الغرب والجنوب بجرف الحجارة، واستئصال العليق، وتسهيل الارض، على موازاة ابواب الكنيسة وتبحيصها وفرشها بالتراب .ثم واصل عمله بشقّ الطريق من دار الكنيسة حتى بيت ضوميط خطار وتوسيعها لتصلح لتنقل السيارات، بعد أن كانت "زاقوقا" بمساعدة أبناء الرعية وانتهى من هذا المشروع في أوائل شباط 1929 وبكلفة 1191 غرشاً تركياً .
 
 

المذبح

 المذبح الرخامي القائم في وسط الخورس، تمّ تركيبه في 20 آذار 1929 بواسطة المعلّم عبد المسيح مخائيل حمصي من مدينة طرابلس، بموجب اتفاق خطّي بين وكيل الوقف مخول جروج خطار والمعلّم المذكور في 10 شباط 1929 . واكلافه واصلاً الى القبيات ومكباً بلغت 33 ليرة عثمانية ونصف ذهباً، دفعتها جمعية قلب يسوع الاقدس في " ديترويت مشكن" اميركا الشمالية- كما هو مرقّم حفراً على واجهة المذبح الامامية . وصُبّ باب بيت القربان الرخامي نحاساً في آب 1929 بكلفة 550 غرشاً تركياً .
 
 

ارض الوقف الحالية

ولمّا كان المجال حول الكنيسة ضيقاً من كل جهاته، عمل الوكيل على توسيعه، فاشترى من الشيخ جوّاد عبدو الذي كان يملك الأراضي المحيطة بالكنيسة، اشترى فسحةً حولها بقيمة 2754 غرشاً تركياً، ومن الشيخ هواش ضاهر قسماً من جهة الشمال " المدعو الدّقارة" لتوسيع الطريق وتمّ ذلك في تشرين الثاني 1930 وفي السنة نفسها باع الشيخ جوّاد عبدو ارض السيّدة بكاملها من السيد الياس المطران، وهذا المذكور لمّا لم يكن بمقدوره استعمال الأرض ولا استثمارها باعها من وكيل الوقف بحدودها الحاضرة في أوائل كانون الأول 1930 بقيمة قدرها 16812 غرشاً تركياً . تسلّمها الخوري يوسف البيسري خادم الرعية يفلحها بيده ويزرعها ويقدّم نصف المدخول للوقف والنصف الآخر لقاء أتعابه.


تمثال العذراء

 وفي شهر آب 1930 جيء بتمثال العذراء المثلث القائم على منصّته الحالية، من إيطاليا بواسطة السيد يوسف مرعب بموجب إتفاق سابق بقيمة بلغت 4081 غرشاً تركياً. وقد استقبلت هذا التمثال جماهير كبيرة من القبيّات ، إلى بلدة عندقت وهناك اشترك شعبا البلدتين بالاحتفال، وواكبوه بين التهاليل والتراتيل والزغاريد حتى كنيسة السيدة، وبعد أن صُبّت كرسيّة رُفع اليها باحتفال مهيب وتوافق ذلك مع عيد انتقال العذراء في 15 آب 1930. وفي تشرين الثاني 1930 قام المثلث الرحمات البطريرك انطون عريضة لما كان مطراناً على ابرشية طرابلس، قام بزيارة عادية للقبيّات ، وفي هذه الأثناء دعاه وكيل الوقف مخول جروج خطار لتكريس الكنيسة. فأقام سيادته قداساً حافلاً، ألقى بعد الإنجيل عظة عن العمل في الحقل الروحي والجهاد في سبيل خدمة الله أثنى ثناءً عاطراً على الجهود التي بذلها وكيل الوقف، لإنجازه بناء الكنيسة وتطويرها من مزار قديم ضيّق الى معبد جميل حديث. وبعد القداس ، كرّس الكنيسة ماسحاً عنبتها بالميرون المقدس ، وبعد الانتهاء من حفلة التكريس دُعي إلى بيت الوكيل حيث أقيمت حفلة تكريم خطابية، عقبتها وليمة طعام غنية اشترك بها معظم أبناء الرعية.
 
 

المرحلة الخامسة - المدرسة الابتدائية

 لقد صَدَقَ وكيل الوقف في وعده حين قال في 15 آب 1926: في مدة سنة ستكون الكنيسة جاهزة بعون الله والعذراء. وهكذا كان. وضع حجر الأساس في الثاني من كانون الثاني 1927 وفي أواخر تشرين الأول 1927 كانت جاهزة بجدرانها وسقفها وارضها. لم يتوقف عند هذا الحدّ من الجهاد، بل صمّم على بناء مدرسة، بعد استشارة صاحب السيادة المطران انطوان عريضة عندما كرّس الكنيسة في تشرين الثاني 1930 فوافق على المشروع ورسم له بيده خريطة المدرسة بوضعها الحاضر.
 ما كاد الوكيل يتسلّم الخريطة حتى باشر بالعمل في آذار 1931. كانت ارض المدرسة عريضاً، صخرياً، تنبت فيه شجيرات السنديان والعفص والبطم، وتملأها جموم العليق والبلاّن. لم يكن يملك من الدراهم سوى مائة وخمسين ليرة لبنانية لكنه يملك ثقة كاملة بسيدة الغسّالة كما سبق له واتكل عليها. بمساعدة عشرة فَعَلَة وهو معهم، وخوري الرعية يوسف البيسري، أزيلت الصخور والأشجار وفُتحت الاساسات. وفي أوّل أيار 1931 وُضع حجر الأساس في بناء المدرسة، وتواصلت الأعمال صيفاً شتاءً حتى تشرين الأول 1931. الجدران أصبحت على علوّ مترين ، في ذلك الوقت شرّف سيادة المطران عريضة لزيارة القبيّات وللمرّة الأخيرة. زار وقف سيدة الغسّالة والمدرسة وبارك البناء وجدّد البركة والثناء على الوكيل ومعاونيه. وفي أوائل حزيران من سنة 1932 كانت المدرسة جاهزة بسطحها وأبوابها. والوقف مدين لوكيله 37792 غرشاً تركياً وذلك في 22/9/1933. قام بالبناء المعلّم توفيق داوود الصائغ وبالتلييس المعلم اسحق من الشطّاحا يساعده المعلم نخله بطرس، فسقط يوماً من أعلى السقّال على الأرض وتعطّل عن العمل نهائياً وذلك في أواخر أيار 1932.

 

 

المدرسة وطلابها

وفي تشرين الأوّل 1933 استقبلت المدرسة طلاّباً في غرفة السكرستيا قرب الكنيسة ريثما يتمّ صنع البنوك وترتيب الصفوف في البناء الجديد. وكان المباشر في التعليم الشدياق حبيب الخوري البيسري قبل كهنوته. ومن طلابه في تلك السنة:
جورج ديب الشدياق من بشري – عبدو عزيز قديح من القبيات غوايا- سركيس اسعد ضاهر واخوه نخله ضاهر – شاهين اسكندر شاهين نادر – جمال غصن – نجيب إبراهيم عبدو غصن – اسبر عبدو- حبيب اسبر عبدو – جورج ديب الشدياق واخوه اميل ديب الشدياق من بشري- عبدو جميل ضاهر – يوسف رشيد غصن – ابراهيم دعاس ضاهر – عيسى الشدياق – سهيل محمود حيدر – جمال ضاهر – يوسف رؤوف بطرس- يوسف سليم ساره واخوه فؤاد- يوسف سركيس جمعة- موسى طنوس موسى – عبدو جواد – يوسف مخول جروج خطار – يوسف سمعان شليطا – الياس بطرس – شفيق ضاهر – منذر حيدر – مخائيل ضاهر – كمال محمود خالد – جوزف ضاهر – جودات ضاهر – هلال شاهين هلال – امين عوض – فيليب فخر – اميل عبدو – شاهين جمعة. هؤلاء كانوا الطلاب الذين أول من انضمّوا إليها لسنتي 1932 و 1933 مدرسية.
 

وقد استأنفت فتح أبوابها لسنة 1933 و1934 فانضم إليها حوالي أربعين طالباً. المدرسون فيها:
الخوري يوحنا طنوس العالم واللاهوتي الشهير من دوما البترون . راتبه 256 ليرة لبنانية
والشدياق حبيب الخوري البيسري 5,50 سنوياً
والأستاذ جبرائيل دميان 26,80 سنوياً
يكون مجموع دخل المدرسة من الطلاب 288,30 ليرة لبنانية. كلّه مسجّل على دفتر المدرسة الرسميّ ومصدّق عليه من سيادة المثلث الرحمات المطران انطون عبد في 24 تشرين الأول 1934 .
 

استأنفت المدرسة فتح أبوابها لسنتي 1934 و1935 يديرها الشدياق حبيب الخوري البيسري يساعده الاستاذ جبرائيل دميان . عدد الطلاب : خمسون طالباً. راتبهم السنوي : 124 ليرة لبنانية و35 غرشاً لبنانياً. وفي سنة 1935 و 1936 نفس المدير والمعلّم. عدد الطلاب : ستون طالباً . راتبهم السنوي : 140 ليرة و 11 غرشاً لبنانياً. وسنة 1936 و 1937 نفس المدير والمعلّم . عدد الطلاب : اثنان وتسعون طالباً راتبهم السنوي : 202 مائتان وليرتان . وفي سنة 1937 و 1938 تغيّب الشدياق حبيب الخوري لاشغال خاصّة . تسلّم إدارة المدرسة المعلّم جبرائيل دميان، يساعده الاستاذ فريد خطار سماحه. عدد الطلاب : 27 طالباً . راتبهم السنوي : 143,39 ليرة .وفي سنة 1938 و 1939 . عاد الشدياق حبيب الخوري وتسلّم إدارة المدرسة يساعده الاستاذ جبرائيل دميان ، والاستاذ حبيب اسبر عبدو. عدد الطلاّب: 93 طالباً . راتبهم السنوي : 184,59 ليرة لبنانية.
 

وفي سنة 1940 توقفت المدرسة عن مواصلة التدريس إذ تسلمتها وزارة التربية مدّة ثلاث سنوات حتى سنة 1943. وفي هذه السنة سيم الشماس حبيب الخوري البيسري وهو الواضع هذا التاريخ.
تسلّم إدارة المدرسة من جديد في تشرين الأوّل عن سنة 1943 و 1944 . يساعده الخوري يوسف مخائيل- من القبيات مرتموره. المعلّم إبراهيم الحاج – من القبيّات الغربية - المعلّم مطانيوس حبيب بطرس – من القبيات الذوق . عدد الطلاّب : 111 طالباً . راتبهم السنوي : 1801,72 ليرة لبنانية .
 

وفي سنة 1944 و 1945 . المدير الخوري يوحنا حبيب . يساعده : الأستاذ فريد خطار سماحه . الأستاذ إبراهيم الحاج . الأستاذ نسيم مخول جروج. ومعلّم الرياضة : مخائيل سلوم زيتوني. عدد الطلاّب : 121 طالبا راتبهم المدرسي : 2223,95 ليرة لبنانية..
وفي سنة 1945 و 1946 . المدير : الخوري يوحنا حبيب. يعاونه الخوري ابراهيم جلوان من تولا – الزاوية الشدياق مطانيوس الزريبي من القبيات. الأستاذ حبيب اسبر عبدو من القبيات. الأستاذ نسيم خطار من القبيات عدد الطلاب : 133 طالباً حاز منهم على الشهادة الابتدائية اللبنانية ثلاثة هم:
يوسف مخول عبود وهبه في 24/5/1946
احمد نديم شمّى في 24/5/1946
ميشال هواش ضاهر في 24/5/1946
رواتبهم السنوية : 2235,45 ليرة لبنانية


وفي سنة 1946 و1947 . واصل الخوري يوحنا حبيب إدارة المدرسة. يساعده : الأستاذ شحاده بطي – من بقرقاشا الزاوية .الأستاذ حبيب اسبر عبدو – يوسف مخول عبود – كامل انطون – عدد الطلاب : 134 طالباً . حاز منهم على الشهادة الابتدائية اللبنانية والفرنسية :
احمد نديم شمّى فرنسية في 27 /5/1947
نايف نعيم معلوف فرنسية في 27 /5/1947
منيف نعيم معلوف فرنسية في 27 /5/1947
معوّض ديب فرنسية في 27 /5/1947
انطوان ضوميط فرنسية في 27 /5/1947
واللبنانية حاز عليها كلّهم في 3/6/1947 وراتبهم السنوي : 1791,50 ليرة لبنانية
وفي سنة 1947 و 1948 نفس المدير . يعاونه الأستاذ : شحاده بطي . الأستاذ حبيب اسبر عبدو . عدد الطلاّب : 85 طالباً . حاز منهم على الشهادة اللبنانية : جبرائيل ضوميط خطار في 15/5/1948 وعلى الشهادتين معاً : نديم جبور في 21/5/1948 فرنسية . ولبنانية في 15/5/1948. وجورج معيكي في 15/5/48 . راتبهم السنوي : 2309,25 ليرة لبنانية .
وفي سنة 1948 و 1949 . نفس المدير يعاونه : نعمة الله طعمه من عِزَيْر – سوريا . الأستاذ نخله ضاهر : القبيات – الذوق . يوسف الخوري حنا القبيات – الذوق . كامل انطون .. لم يكمّل سنته. عدد الطلاب : 118 طالباً . حاز منهم على الشهادتين اللبنانية والفرنسية
أنور حاكمه : فرنسية 19/5/1949
أنور حاكمه : لبنانية 31/5/1949
الفرد هلال : لبنانية 31/5/1949
انطوان شمعون : لبنانية 31/5/1949 دير القمر
جورج منصور : لبنانية 31/5/1949 عندقت
عدنان خوري : لبنانية 31/5/1949 عندقت
انطوان خليل : لبنانية وفرنسية
يوسف عبد الله الخوري : لبنانية – عندقت
احمد صهيب : لبنانية – من بزبينا – الجومة
فخر طنوس فخر : فرنسية من عندقت راتبهم السنوي : 3248,53 ليرة لبنانية
 
وسنة 1950 مدرسية ترك الخوري يوحنا حبيب مدرسة سيدة الغسّالة نهائياً لتتسلّمها وزارة التربية وتستأنف فيها الدروس. وفي تشرين الأول 1951 نزل الى طرابلس وتعاقد مع الآباء الكرمليين ليعلّم عندهم وكان رئيساً للمدرسة الأب جان طنب، براتب يبلغ 150 ليرة لبنانية، وفي خريف سنة 1952 ضمّ اليه عيلته واستأجر لها بيتاً حقيراً في بناية المعصراتي – طرابلس ، شارع الغرباء، وأمّن بذلك تعليم أولاده. وظلّ مثابراً على التعليم حتى سنة 1971. تعلّم كلّ أولاده من بنات وصبيان وسافروا إلى الخارج. ثم عاد الخوري يوحنا حبيب إلى بيته في القبيّات مستأنفاً خدمة رعية سيدة الغسّالة والذوق حتى هذا التاريخ الجمعة 25/9/1984.


الأب يوحنا حبيب البيسري
 

Email Webmaster: elie@kobayat.org