back to Books

شو هالصلاة يلي صايرين عم بتصلّوها؟!

 

          وكأن الرب الإله بدّو يسأل، ليش هيك عم بيصير؟ شو هالصلاة يلي عم بيصلّيها الشعب؟ أكيد كتار ما بيعرفوا شو عم بيقولوا، صايرة صلاتهم صفّ حكي، حكي فاضي بالهوا، لا تركيز ولا وعي للكلام يلي عم ينقال، الفكر مطرح، والقلب مطرح، واللسان بيكرج بدون فهم، كأنو يلي عم بيصلّي هوّي شاهد زور، بيحكي غير ما لازم ينحكى.

 

-       بدي قول لكل واحد، ليش ما بتركّز؟ وتعرف مع مين عم تحكي. ليش هيدا الاستهتار؟ ليش هيدا الاستخفاف؟

-       ليك لمّن الواحد منكم بيقول بالصلاة – لتكن مشيئتك يا رب- لازم يعرف شو عم بيقول! –لتكن مشيئتك- يعني إنت عم بتقلي عمول يلي بدّك ياه، خدني عَ عاتقك، تكفّل فيني. وأكتر من هيك، إنت عم توعدني وتلتزم فيني، وإنك مستعد تسلّمني رغباتك، وتعمل متل ما أنا بدي، ومتل ما بقلّك.

-       لكن شو صاير معك؟ إنت لاحقني عَ طول، وكل وقت –لتكن مشيئتك-لتكن مشيئتك- وإنت عم تعمل غير ما أنا بدّي. يعني عم تعمل عَ ذوقك، ومش عم بتوفي بوعدك. بتعرف هيدا شو بيكون؟ فهمت شو بيكون إسمو؟ إسمو كذب- نعم إسمو كذب.

 

إنت عارف عَ مين عم بتكذب؟ لمن بتصلّي وين بيكون عقلك؟ وين بتكون شارد؟

مش عارف إنو صلاة الأبانا بتكشف كل واحد عَ حقيقتو؟ إما صادق، إما كذّاب. وياما في ناس مش صادقين.

بهيك حالة، إنت عم بتكذب عليّ ومستهتر فيني، يعني إنت عم تضحك عليّ، ما أنا بعرفك (حِلِّة ونَسَبْ).

وهيدا الضحك عَ ربَّك ما راح يمرق هيك، إنو ضحكنا وخلّصنا، لا يا حبيبي، طالما بتخاف تضحك عَ إنسان مهم حتى ما يغضب وينتقم منّك. وليش معي بدك تقلّل إحترام؟

- بدي قلّك إنو صلاتك راح تنقلب عليك دينونة، يعني قصاص. ولو بتعرف لوين راح يودّيك الكذب، ما كنت بزمانك بتكذب. وإذا كنت حابب تعرف شو بدّو يصير فيك، ما إلّك إلا إنو تقرا الانجيل، أعمال الرسل، الفصل الخامس.

        وهلّق بدّي قلّك: لا بقى تصلّي. لأنو أفضل ميّة مرّة يضل الواحد بدون صلاة، من إنو يكذّب عليّ.  وإذا بدّك تصلّي، بنصحك تقول: - لا تكن مشيئتك - هيك بحسّك صادق أكتر، ما بدّي صلاة متل الببغاء (تكرار بدون فهم).

        إذا كنت حابب تغيّر صلاتك، وتكون ملتزم بيلّي عم تقولو وتكون مستعدّ تسمع كلامي وتعمل متل ما بقلّك، هيك بتكون بلّشت تصلّي صح، وأنا بسمعلك وبتكفّل فيك.

 

        أنا بدّي خلاصك، وإنو الكلّ يخلصوا، مشيئتي إنو ما يهلك ولا واحد، ما بدي حدا يصير حصّة الشيطان، إنتو ولادي إنتو حصتي، بدّي ياكن تسلموني حالكم برضاكم، حتى يكون إلكم خلاص، مشيئتي إنو تكونوا معي بالسما، فهمتوا شو بدي؟ عرفتوا مشيئتي؟ معي بالسما، نعم بالسما، وهيدا ما بيكون بالقوة، لكن برضاكم.

 

ولمن بتقلّي لتكن مشيئتك يعني بدك تتركني إعمل يلي بيناسب خلاصك، وما لازم تزعل وتعترض وتهبّط الدني إذا صار معك شي آلام أو صعوبات، أو أحزان.

        بدّي قلك هلّق إنت صرت تحت أمري، وما فيك تعْملني تحت أمرك، وما فيك تستغلّ قوّتي، أو تسخّرني حتى ترضي حالك بها الدني، أو كرمال إغنيك، أو إنتقملك. وإذا كنت عن جد بدّك مشيئتي، يعني إذا قلتلّك بدك تروح تقدّس يوم الأحد، بتروح بكل طيبة خاطر، سامح بدّك تسامح، تواضع بدّك تتواضع، صلّي وحبّ أهلك واحترم الأكبر منّك وارحم المعتّرين بدّك تعمل كل هيدا.

ولمن بقلّك بدّك تترك كل نجاسة وكل دنس بدّك تقبل – وبدّك تودّع الزنى والزعل والغش والظلم والسرقة والكذب، يعني بدّك تودّع، وإلا ما بيمشي الحال.

وبدّي وصّيك ممنوع الطمع والبخل والكفر وكتير أشياء. لأنك إنت مخلوق عَ صورتي، يعني بدّك تصير إنسان مؤلّه – بدّك تشاركني ألوهيتي- وإلا بتكون عم بتعيش غريزتك يلي بتصيّرك إنسان حيواني، إنسان ما عندو شي من المحبّة والرحمة والانسانية.

كل هيدي الأمور هيّ بإيدك، فيك تكون حدّي إنسان روحي وفيك تكون إنسان جسدي،إنسان حيواني – والقرار إلك – وساعة يلي بترغب تتقدّس كل شي لازم يتغيّر بحياتك، بدّك تتخلّص من كل شي ما بيرضيني، لأنو لا القلب المليان شر، ولا حياة النجاسة، بقبل الصلاة من صاحبها.

 

        وهلّق فيك تصلّي إذا كان قلبك نقي، وفيك تصلّي إذا كنت عارف شو عم بتقول، فيك تصلّي إذا كنت مستعدّ، حتى إلمسلك قلبك، وصلاتك بتكون عن معرفة وحبّ، وهيدي الصلاة يلي بدّي ياها، هيك بتكون صلاة الانسان الصدّيق. فم الصديق ينبوع حياة (أمثال10/11). نعم صلاة يلي بيكون راضي الله – بتعطيه حياة أبديّة.

 

        لكن صلاة المخادع والكذّاب بتعطي صاحبها موت. فم الخدائع مكروه (أمثال8/13). وبهيدي الحالة الصلاة بدها تنقلب عَ صاحبها وتحكم عليه. فم الجاهل دَمارٌ له، وشفتاه شرك لنفسه. (أمثال18/7) واكبر مصيبة عند الناس هي الجهل، لأنو الجاهل ما بيعرف ديانتو كفاية، ولا بيعرف كيف لازم يصلّي أو يتصرّف، وكل شي بيعملو، بيكون كلّو غلط، وبيخلط الطاهر مع النجس، وما بيقدر يهرب من حكم الانجيل يلي بيقول: كل كلمة بطّالة لها حساب يوم الدين (متى12/36).

 

        وهلّق يا عزيزي، صار لازم تعمل ألف حساب قبل ما تصلّي، ولازم تراقب ذاتك، إذا كنت صادق أو لا،إن كنت خاطي أو لا، لأنو الصلاة ما عادت صف حكي، وما بقاتها طيش أو تشتّت، ولا كلام فاضي، لكن الصلاة هي إلتزام وتسليم ذات، واتكال كامل على رحمتي، والصلاة هي حياة وخلاص.

        عمول معروف (أيها المؤمن) استعد للصلاة، فكّر بكلامك يلّي عم بتقولو، لأنو كل كلمة محسوبة عليك، والقديس يعقوب بيقول، اللسان يدنّس الجسم كلّه، ويلهب دائرة العمر، وتُلهبه جهنّم (يعقوب3/6) يعني مش مسموح بقى تحكي كلام غير مسؤول، كلام غير صالح، كلام ما بينفع. ليكن كلامكم نعم نعم، أو لا ل، وكل ما عدا ذلك فهو من الشرير. (متى5/37) ليكن كلامكم لطيفاً، ومصلحاً بملح (كولوسي4/6).

       

وكمان بدّي إنصحك حتى ما بقى تقول بالصلاة، -أعطنا خبزنا كفاف يومنا- إلا إذا كنت بدّك تقنع بحياتك وترضى بنصيبك، ولو إنو موقت، بدّك تسأل ليش لازم تقنع؟

بدّك تقنع حتى ما إخسرك، حتى ما تضيّعك المصاري وتبعدك عني، لأنو الانسان لازم يحط كل قوّتو بالخلاص، ومش بالمشتريات والرفاهية، والانجيل بيقول: إعملوا لخلاصكم في خوف ورعدة (فيليبي2/12). بدي ياك تطوّل بالك، حتى تقدر تستعد بالأول وما تكون عابد مال، ويا ما في ناس بيناموا وبيقوموا وهنّي عم يحلموا بالثروات وبينطروا أرقام الحظ والسحوبات. وإذا استعجلت راح يكون المال فخ كبير إلك – وأنا قايل: لا تعبدوا ربّين الله والمال.

وبعد ما بتدرّب وبتصير أمين بالقليل، بدّي إعملك أمين عَ الكتير لأنو لازم تتقوّى روحياً بالأوّل، متلاً: الأبونا يعقوب الكبوشي لمن وصل لأيدو مصاري، عمّر مياتم ومدارس لينفع المعترّين. وإذا ما بدّك تقنع، وحابب تصير غني، ما إلك إلا تبيع حالك للشيطان، يعني بتسلمو نفسك ومصيرك، وتلحقو حتى يسهلّك المال، ولا تنسى إنو: الأغنياء لا يدخلون السماء، دخول الجمل في الإبرة أسهل من دخول الغني للسّما (كتى19/24).

المال بيتسهّل لمن بتبلّش تسرق وتنهب وتحمّل ضميرك وتغش وتظلم وتزوّر وتخون يلّي معك، وتلحق التهريب وبيع السلاح والمخدرات وتجارة الجنس وبيع الأعضاء وكتير غيرها. هيك بتربح مال، وبتخسر الآخرة. وتذكّر قولي: ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كلّه  وخسر نفسه.

ومن هلّق ورايح، لا بقى تِطْوشْني:- لتكن مشيئتك، وأعطنا خبزنا كفاف يومنا- إلا إذا كنت عن جدّ بدّك تلتزم فيني وتكون قنوع وراضي، لحين ما إسمح تتغيّر أحوالك، وبدّي ياك تكون واثق إني ما راح خلّيك تحتاج، لا أخذلك ولا أهملك (عب13/5)

وإذا كان غير هيك، رايح قلّك: من فمك أدينك أيها العبد الشرير (لوقا19/22) كل مرّة بتصلّي عن طيش، وقلة فهم.

 

الخوري منير حاكمه

القبيات، كانون الاول 2009

 

back to Books