|
|
En Cooperation avec UNESCO
|
Arabic Version - French Version - English Version - Spanish version |
القبيات
عروس عكار والشمال
دليل سياحي تاريخي لبلدة القبيات
والجوار
نشر بمناسبة مرور 150 سنة على تأسيس دير مار ضومط
للآباء الكرمليين في القبيات 1852-2002
ساهم في اعداده: الدكتور فؤاد سلوم، الأب الدكتور سيزار موراني، الدكتور أنطوان
سركيس ضاهر
الطباعة والنشر: الأب ريمون عبدو الكرملي
الطبعة الالكترونية: المهندس ايلي باخوس عبود
شكر
الشكر
الأول للرب الذي كان الرفيق والصديق الأمين في طرقات هذاالعالم. الشكر
له لأنه خلق بلدة جميلة مثل القبيات.
الأب ريمون عبدو الكرملي |
الإهداء الى الذي كان بحضوره ولطافته الأبوية وحماسته ونشاطه الفريد روحاً ووحياً مشجعاً وباعثاً للأمل والرجاء الى الذي يسعى دون دعاية لبناء القبيات الجديدة قبيات الفكر والثقافة قبيات الإنفتاح والشباب الى السفير أنطوان جمعة نهدي هذا الكتاب |
مقدمة الدليل السياحي إذا كنت تختبر العبور من بيروت الى الشمال للمرة الأولى، تجد ذاتك وأنت تعبر من منطقة إلى أخرى تقاوم تجربة الوقوع بالمقابلة ما بين ما تخيلته عن هذه المناطق وما ترى على جانبي الطريق. ما أن تعبر طرابلس الفيحاء حتى تجد ذاتك أمام تجربة صعبة؛ تتبدل المشاهد الصعبة على الطرقات والمفارق إلى أن تخال نفسك تعبر من بلد إلى آخر حيث الألوان تتبدل والبيوت تزاحم. ولكن هذه الزحمة تخفي الكثير من الكنوز الدفينة التي لا يقوى غبار العصور على دفنها منسية إذا استفاقت في قلوب وعقول البشر الذين يحبون تاريخهم ولا يريدو تشويه الماضي خوفاً من مواجهة الحاضر. قبل أن تصل إلى حلبا تنتظرك بلدة عرقة التي تكاد تختفي وراء تلة أو أسماء المطاعم لكنها علامة وآثار تاريخية ذات أهمية لا تقدر. لا تدع عرقة تفقد أثراً في بالك وأنت ذاهب الى القبيات، فقد كتب عنها الكثير من البحوث والدراسات... أنت في بلاد ماضيها كبير، منها أربعة أباطرة رومان، ومنها أساقفة وعلماء، ومنها نهلت أوطان وتغذت شعوب وهي أهراء ليس فقط للقمح والخضار بل مليئة بالعقول والقلوب والمشاعر، وليس في الماضي فقط بل في حاضرها أيضاً. لكن بسبب المسافة جعلوها تبدو بعيدة، ونحن نشعر كذلك بسبب مشقة السفر. وبعد حلبا، مركز القضاء حيث ترى من عن يسارك سهل عكار الخصب، ومن عن يمينك البلدات العكارية المتنوعة، تبدأ صعوداً في الكويخات باتجاه التليل حيث يمكنك أن تعاين حدود لبنان الشمالية- النهر الكبير الجنوبي. تمر ببحيرة الكواشرة الإصطناعية وبعدها ببلدة البيرة لكي تختبر المفاجأة التي يقدمها لك منظر الدخول الى جنة حقيقية وهي القبيات.
القبيات واحة خضراء يستريح من يدخل إلى أرجائها، وترى البسمات وعلامات الفرح والسلام ترتسم على وجوه الأبناء والأصدقاء والزوار لدى دخولهم في أرجاء هذه الجنة الحقيقية. أهلاً بك في القبيات! أهلاً بك في عكار! نأمل أن نجيب على جميع تساؤلاتك في هذا الدليل السياحي. غايتنا هي أن نراك سعيداً في بلدتنا الجميلة وأن تتمتع بهذه الزيارة. كما ندعوك للعودة اليها دائماً وزيارة الجوار. الآن ندعك طالبين لك التوفيق. |
إسمها
آرامي، يعني مجامع المياه، الصهاريج، وذلك لغناها بالماء.
موقعها
شمال شرق الجمهورية اللبنانية، على بعد 140 كيلومتراً من العاصمة بيروت. يحدها:
غرباً بلدة عكار العتيقة
شرقاً بلدة عندقت
شمالاً قرى الباردة والنهرية وعيدمون
جنوباً الخط الفاصل بين قضائي عكار (محافظة الشمال) والهرمل (محافظة البقاع).
وتمتد رقعة القبيات، مع خراجها، على مساحة 70 كيلومتراً تقريباً.
منافذها: من الغرب، طريق القبيات - عكار العتيقة - حلبا.
من الشرق، القبيات - عندقت - شدرا - الحدود السورية.
من الشمال الغربي، القبيات - حلبا - طرابلس.
من الجنوب، القبيات - الهرمل - بعلبك.
سكانها
عرفت القبيّات سكن الشعوب فيها منذ القديم . وقد تركت فيها شعوب الحقبات التاريخية إشارات تدل على عبورها فيه، من فينيقيين ورومان وبيزنطيين وعرب وصليبيين وعثمانيين وفرنسيين.
سكانه، بأجمعهم، موارنة . يتجاوز عددهم، حسب سجلات النفوس اثني عشر الفاً (12000) (8300 مقترع سنة 1992). تنتفخ بالسكان، صيفاً، وتتسع على العدد القليل منهم، شتاءً .
بدأت الهجرة منها في الربع الاخير من القرن التاسع عشر، تقريباً، إلى البرازيل وفينزويل، واستمر نزيف الهجرة إلى كل الاصقاع، مذ ذاك وإلى اليوم .
تتراوح مواقع السكن فيها بين علو 550 متراً عن سطح البحر ( في حي الزوق ) إلى 900 متراً (في حي القطلبة ) . ويتوزع السكان على سبعة أحياء وسبع رعايا وسبعة مخاتير . الاحياء الرعايا هي : الغربية، مرتمورة، السيدة، الزوق، الضهر، غوايا، القطلبة .
تاريخها
القبيات مدينة فتيّة، إبنة عزم وطموح. إنها صفحة أصيلة من تاريخ لبنان القديم والحديث، ومحطّة حضارية في أعماق عكار، تتجاور فيها عراقة التاريخ مع مطلاّت الحداثة.
تاريخها تاريخ الوادي الخصيب في كل زمان ومكان، أي مركز استقطاب للناس الراغبين في الاستقرار المرتكز على الزراعة . على هذا الاساس نشأت الحضارة . وصفها أحد قناصل فرنسة في لبنان Ducousso سنة 1912، قال: "إنها وديان مدهشة في خصبها". لذلك عرفت القبيّات سكن الشعوب فيها منذ القديم القديم . آثارها شاهد على سكانها القدماء : قبور من عصر الحديد والنحاس (ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد).
مذبح فنيقي وثني أمام سيدة شحلو. قطع نقود فينيقية ويونانية ورومانية في سيدة الغسّالة وسيدة شحلو. قبور رومانية في جميع الانحاء. اثران رومانيان فخمان يشهدان على ازدهار كبير في الحقبة الاولى للميلاد الاول معبد الاله بان في حلسبان والذي تحول الى كنيسة على اسم القدّيس ارتيموس - شليطا. والثاني قصر مريق في شويتا كشاهد على احداث الصراع الأموي – البيزنطي في الشرق. يضاف الى ذلك شاهد ثالث، كان عظيماً كما يظهر من اتساع المكان والأساسات الباقية وهو التلّة التى يقوم عليها الآن دير الاباء الكرمليين، وما وجد فيه من جرار ضخمة ومسكوكات .
من المحطّات التاريخية :
1557 ظهر شاعر زجلي من القبيات هو سمعان ابن شمعة القبياتي.
1589 اشترك في مجمع قنوبين مع موفد قداسة البابا إليانو كاهنان من القبيّات برتبة برديوط هما يوسف وسركيس.
1614 دانيال العكاري راهب من مزرعة شويتا – القبيات عمّر دير مار توما في حصرون.
القرن السابع عشر: في هذا القرن بدأ اسم القبيات يظهر في وثائق المحكمة الشرعية في طرابلس على انها اكبر قرية في عكار تدفع ضرائب الالتزام.
الادارة
كانت القبيّات أكبر تجمع سكني، في عكار، منذ بداية العهد العثماني، ولا تزال. لهذا السبب كان لها إحدى أولى البلديات، في عكار، سنة 1912 . سنة 1922، في بداية الانتداب، صارت مركز قائمقامية . وبعد أن عادت عكار وجمعت في قائمقامية واحدة، عادت القبيات إدارة بلدية ومركز استقطاب إداري رسمي .
المراكز الرسمية فيها
محكمة، قلم نفوس، فصيلة درك، مركز أمن عام، مركز إنعاش اجتماعي، مستوصف حكومي، مركز بريد وهاتف، مختبر حكومي للدم، مركز دفاع مدني، دائرة كاتب عدل، محطة تحويل كهرباء، مصلحة مياه القبيات، لجنة مياه القبيات الاهلية، مركز تابع لإدارة التبغ والتنباك .
مؤسسات التعليم
رسمي : روضة، ابتدائية تكميلية، ثانوية للبنات وثانوية للشباب، دار للمعلمين والمعلمات ومهنية رسمية قيد الإنشاء.
خاص : روضة وابتدائي وتكميلي للآباء الكرمليين، روضة وابتدائي لراهبات المحبة. مهنية خاصة. ومدرسة تمريض تابعة لمستشفى سيدة السلام .
مؤسسات أهلية
تعاونية زراعية، فوجان لكشافة لبنان (فوج سيدة الكرمل وفوج سيدة السلام)، وفوجان لدليلات لبنان، مجلس بيئة، مركز كاريتاس. مكتبة عامة تابعة للبلدية، كشافة ودليلات سيدة مورا.
مؤسسات طبّية خاصّة
مستشفى سيدة السلام للراهبات الانطونيات، مستوصف فرسان مالطة، صيدليات، عيادات كثيرة في كل المجالات الطبيّة .
الاقتصاد
يقوم، اليوم، بصورة خاصّة، على الوظيفة، ثم على التجارة، فالزراعة، فالصناعة .
الوظيفة
أغلب موظفيها في السلك العسكري ( جيش، درك، أمن عام، جمرك، دفاع مدني ...) ومن كل الرتب ثم في الوظائف الادارية من أدناها إلى رتبة سفير ومدير عام . وفي التعليم، من أساتذة الجامعة حتى الابتدائي .
المهن الحرّة
عشرات في كل مضمار : أطباء، مهندسون، محامون، مقاولون ومنها وزراء في بعض الحكومات اللبنانية، ونائب، بشكل دائم تقريباً، في البرلمان.
التجارة
ناشطة، يعزّزها كونها على مفترق الطرق ومركزاً لدوائر حكومية.
الزراعة
كانت تزدهر فيها زراعة التوت التي اندثرت اليوم وحلّ مكانها الاشجار المثمرة ( عنب، تفاح، إجاص، كرز ولاسيما الزيتون ) ثم الدخان والبقول والخضار والحبوب . فيها عدد من مزارع الدجاج، وقليل من قطعان الماعز والغنم، وأحواض السمك. كانت أغنى مناطق لبنان بالثروة الحرجية، لكن خلال الاحداث الأهلية أكلت النيران أكثر هذه الثروة، وبقي بعض غابات الصنوبر والسنديان يتوّج مطلاّتها ويبرزها في إطار الاخضرار البهيج .
الصناعة
عرفت القبيات ازدهاراً في صناعة خيوط الحرير، ومنذ بداية القرن العشرين كان فيها ستة معامل توقفت كلها في منتصف القرن. المعمل الكبير الحديث، الشاهد على الازدهار القديم، لا يزال يشمخ بداخونه الذي يعلو فوق الأبنية الكبيرة التي كانت تتسع لأكثر من مئة عامل، وكأنه علامة تعجب تعلو ثلاثين متراً في وسط المدينة.
ومن الصناعات البائدة التي شكلت دخلاً محترماً للمدينة: القطران والأخشاب. أما معاملها اليوم فهي: مستحضرات غسيل وتنظيف، ألبان ومشتقاتها، حلويات... وورش الحديد والألومنيوم.
خدمات أخرى
مطاعم سياحية درجة أولى : مرغان، مونتي فردي، شلال السمك، دوّي ميلا، الجندول، ..... ومطاعم داخل المدينة، ومقاهي الارصفة، وباتيسري .....
أوضاع ثقافية
نسبة التعليم عالية جداً، لا تكاد تقع، فيها اليوم، على من لا يعرف القراءة والكتابة. الجامعيون فيها بالمئات، وكثرة منهم من حملة الدكتوراه، بينهم أدباء ومؤلفون .
شكّل عامل التعليم رافعة مهمة للنمو الزاهر الذي طرأ في القرن العشرين . ويعود الفضل في تأسيس التعليم المنظم إلى إرسالية الرهبنة الكرملية الإيطالية التي نزلت القبيات في منتصف القرن التاسع عشر، مباشرة نشاطاً تربوياً واجتماعياً، إلى جانب النشاط الروحي، إذ أنشأوا مدرسة مجانية لتعليم الفقراء، توفر لهم الكتب والقرطاسية مجاناً، وبعض وجبات الغذاء والألبسة، للأيتام بصورة خاصة. وقد توسّع هذا النشاط التعليمي، في بداية القرن العشرين، عندما فرّعوا المدرسة الأم الى فروع في الاحياء البعيدة عن المركز، وهو ما قطف ثماره القبياتيون اقتصادياً واجتماعياً، فيما بعد، عندما أنشأ الانتداب الفرنسي ثكنة عسكرية، في الجوار، فالتحق بها معظم الشبّان ولأنهم متعلمون، في مثل ذلك الزمن، سرعان ما تقدموا في الرتب والمراتب، فساهمت مداخليهم النقدية في تسريع العمران في بلدتهم، كما ساهم انتشارهم في المدن، عهد الاستقلال، في انتماء أبنائهم إلى الجامعات ليحصلوا تعليماً عالياً خوّلهم تولّي الوظائف والمناصب العالية.
الأوّل عند مدخل المدينة، حمل اسمها أصلاً، وبقي يسمّى في السجلاّت باسم "القبيات العتيقة"، إلى زمن قريب . كنيسته على اسم " الاربعين شهيد "، تقع وسط الحي ؛ تتدرّج حولها البيوت، وتلتف متلاصقة، تكاد تكون من غير دروب، على نسق القرى القديمة. مفتوحة، غرباً، من خلال ثغرة نهر القبيات، حيث يتدفق هواء البحر بالحاح فينحي سندياناتها القديمة، لتحتضن ظلالها الشيوخ والاطفال، فتحلو الحكايات، وتستمر التقاليد، وتترسخ الاصالة.
منه أقدم اسم علم يشهد على أصالة القبيّات في مارونيتها. الاسم هو سمعان ابن شمعة القبياتي، ألّف نشيداً (ميمر) سنة (1557) مدح فيه البطريرك موسى سعاده العكاري، من قرية الباردة، شمال القبيات مباشرة.
أسفل الحيّ، الى الشرق، مطحنة شمعة.
مرت : سيّدة .
مورا : اسم علم لقدّيسة شهيدة، وهي شفيعة كنيسة الحي.
هذا الحي قديم في القبيات، منه كان شيخ القبيات في القرن الثامن عشر ( رزق ولد فهد)، كذلك شيخ القبيات في القرن التاسع عشر (عبد العزيز). كانت الكنيسة غرفة عادية، ثم بنى الأب حنا الزريبي الثاني كنيسة وسط الحي كرسها المطران اسطفانوس عواد سنة 1884. الكنيسة الحالية بناها الاهالي منذ 50 سنة، يقام لها عيد احتفالي في 24 ايلول .
بالآرامية، شحلو: المسيل والمجرى. موقع الكنيسة كان معبداً وثنياً فينيقياً، مذبح قرابينه لا يزال أمام باب الكنيسة. جُدّد بناء الكنيسة، في بداية القرن العشرين، وفاءً لنذر. أعاد الشيخ صبري جواد عبدو بناء الكابيلا الجديدة مكان السابقة التي بنتها والدته، على الطراز الروماني المحدث ( ROMAN )، بالحجر الابيض النظيف، وبواجهة أنيقة يعلوها برج بارتفاع اثنين وعشرين متراً، يحمل تمثال العذراء. يقام مهرجان في عيدها، في الثامن من أيلول، ذكرى مولد العذراء.
الى الغرب من الكنيسة " مطحنة البرج" المائية، نسبة الى برج قديم كان لحراسة الطريق بين البقيعة والساحل، هدم واستعملت حجارته .
حديث اواخر القرن العشرين. تقيم فيه راهبات الترابيست حالياً . بنى الأهالي الكنيسة على رأس التلة حيث كان ظهور متكرر للقديس جرجس على راعية غنم. موقع الدير مفتوح على الرياح الأربع، تبدو منه القبيات على حقيقتها الرائعة : الوادي الأخضر، بعباءته الجميلة، يمتد باتجاه التلال المتعانقة، تحت ظلال الغابات، صعوداً حتى الجرد.
الى الشمال يطل الدير على وادي النصارى وجبال العلويين في سوريا. الى الشرق على عندقت وجبل اكروم.
غرباً، ومن امام باب الكنيسة، يسحرك المشهد الرائع: جمرة المغيب المتوهّجة، تشعل سحب الغروب بالأرجوان الملوكي، قبل أن تنطفئ في البحر البعيد، فيرتعش جسدك، وتترنم روحك الخاشعة بصلاة المساء.
3 حي الذوق
لفظة "ذوق" تركمانية معناها منزل. والاذواق أبراج أقيمت ، أيام المماليك، لمراقبة الطرق، سكنها جنودهم التركمان، وبقيت اللفظة على السنة الناس، حتى اليوم، يستعملونها للتحبب، فيقولون: يخرب ذوقك أي بيتك.
وذوق القبيات هو وسط المدينة، وسوقها التجاري، ومركزها الاداري، وشاهد نهضتها. وهو أكبر الاحياء، واكثرها عمراناً. كان فيه الخان الكبير تنزله القوافل. وفيه اليوم، الدوائر الرسمية، وبيوت الوجهاء، ومعمل الحرير الكبير، ومقاهي الارصفة، والمطاعم … وملقى الشبان والصبايا، ِبمرح العمر، في امسيات الصحو.
والذوق ذوقان ورعيتان: الشمالي، وكنيسة الرعية فيه على اسم الحبل بلا دنس، وأمامها الدلبة التاريخية التي كان يستظلّها أحد البيطارين زمن كانت الدواب وسائل النقل السائدة.
والذوق الجنوبي (حي السيدة) وكنيسة الرعية فيه على اسم سيدة الغسّالة العجائبية التي يقام لها عيد في 15 آب، يتحول الى مهرجان فرح، والى سوق، يقصدها الناس، منذ القديم، من كل الانحاء. ولا يحرم قبياتي نفسه، أينما كان في انحاء لبنان، أو في الخارج، من حجّة سنوية، الى مدينته، في هذه المناسبة، ليحيي فيها الذكريات الغالية، ويجدّد مشاعر الانتماء الفخور اليها، ويتعهد بحبها الدائم الى الابد.
الى جانب الكنيسة القديمة التي جدّدت مراراً على موقع أثري متقادم، قامت كنيسة جديدة فخمة، فائقة في حداثتها، فريدة في بنائها، مهيبة في اطلالتها، تحوطها مساكب الازهار التي تتخللها مقاعد الاستراحة تحت الظلال الناعمة.
الى جانب الكنيسة بناء للوقف، متسع الارجاء تقوم فيه ثانوية القبيات الرسمية.
في باحات الكنيسة استقبلت عكار، بالالاف، غبطة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، يوم 29 آب 1998، في زيارة رعوية، هي الاولى من نوعها، الى عكار، في تاريخ البطريركية المارونية.
ومن تلك الباحات المطلّة يستعرض الناظر بانوراما رائعة لمعظم الاحياء العامرة في القبيات، فيكسب معرفة ومتعة، وتنطبع في ذاكرته صورة بهيجة للقبيات، لا تنسى.
فوق الكنيسة، بخمسمائة متر، مغارة محفورة في عميق الجبل، واسعة الارجاء، مهملة، لا طريق اليها.
عند نهاية الأتوستراد مغارة طبيعيّة غنيّة بالحوالب (طوالع ونوازل)، مقفلة حالياً.
4 حي الضهر
الضهر = أعلى التلّة ؛ وهو ما ينطبق، فعلاً، على الحي. لكن السكن امتد فيه حتى اسفل الوادي ومن جميع الجهات. ولجهة الغرب سمّي الضهر الغربي وفي الأعلى سمّي ضهر البلان نسبة الى نبت البلان الشائك الذي كان يغطيه. كنيسة الرعية فيه على اسم "سيدة الانتقال"، عيدها في 15 آب الكنيسة صغيرة لكنها بديعة النقوش في داخلها.
5 حي غوايا
لفظ غوايا آرامي معناه الداخلي. هو فعلاً داخل القبيّات إلى الجنوب الغربي.
كنيسة الرعية فيه على اسم القديس جاورجيوس (مار جرجس)، له عيد ومهرجان في 23 نيسان. بناء الكنيسة بالحجر المقصوب، الابيض له باحة واسعة للاحتفالات، وأخرى اوسع للسيارات، وصالونان كبيران مجهزان للمناسبات. كان يخدم الرعية في القرن التاسع عشر كهنة من الرعايا الاخرى، منهم الخوري ابراهيم حبيش (سيم كاهناً 1840). أول كاهن رسمي للرعية هو الخوري يوسف غصن الذي سيم كاهناً سنة 1903 .
جاء الآباء الكرمليون القبيات سنة 1830، وسكنوا احد البيوت العادية في حي الذوق، ومنه باشروا رسالتهم. سنة 1852 انتهوا من بناء كنيسة ودير صغيرين على اسم القديس ضومط، تيمناً بشفيع كنيسة قديمة خربة كانت في المكان.
قام هذا الدير على زاوية مصطبة، عند ملتقى واديين، يتوسط الاحياء الثلاثة : غوايا، الضهر، الذوق، ويتبع عقارياً لحي غوايا، عرفت هذه المصطبة سكن الانسان منذ عهود ما قبل التاريخ ( الالف الثالث قبل الميلاد) وعرفت هيكلاً وثنياً في العهد الروماني لا تزال بعض أساساته ظاهرة للعيان.
سنة 1870 شرعوا في بناء الدير الجديد، القائم حالياً بطابقين، فوق أقبية معقودة باتقان، كذلك بالكنيسة الجديدة، فكان الانتهاء من بناء الدير سنة 1909 ومن بناء الكنيسة 1914، اذ دشنت، هذا العام، بحضور القاصد الرسولي.
والكنيسة الجديدة بازيليكية فخمة، بثلاثة صحون، على الطراز الروماني المحدث (ROMAN)؛ تدخله، فتشعر، للتو، بسكينة النفس. شارك في زخرفتها فنانون ايطاليون وصناع محليون مهرة، فلا تزال حذاقة هؤلاء ظاهرة في مصراعي الباب الخشبي الرئيسي الذي مضى على صنعه ما يقرب من القرن. اما زخارف المدخل الحجري فقد جمعت من فن النحت اجمل ما حوى من طرز، خلال عصور ازدهاره، فجاءت رائعة في غناها المتناسق .
ولم يتوقف الآباء الكرمليون عند ممارستهم النشاط الروحي بل تعدوه الى نشاطات اجتماعية وانمائية وتربوية، مشكلين، بذلك رافعة مهمة في ترقية القبيات . فمدرستهم الاولى كانت احدى قاعات الدير في الأيام الممطرة، وتحت السنديانة، القائمة الى اليوم، ايام الصحو. بداية كان طلابهم من الصبيان، حتى سنة 1894، فقبلوا بعض البنات . لكن سنة 1904، استقدمموا الراهبات الكرمليات اللواتي افتتحن مدرسة، الى جانب دير الآباء، وأخذن على عاتقهن تربية البنات. في هذا العام، 1904 انتهى الآباء من بناء مدرستهم الجديدة، قبالة ديرهم مباشرةً، وفوق الاطلال الاثرية تماماً، والتي لا تزال تحت المدرسة، وقد تحول هذا المبنى، حاليا الى متحف غني للحيوانات المحنطة والفراشات، التي اختصّ بجمعها وتحنيطها آباء منهم .(1)
ومدارس الآباء العامرة، اليوم، قائمة في املاكهم القريبة خارج نطاق الدير؛ وهي صروح ثلاثة، غاية في الحداثة والجمال والتجهيزات تتخللها احواض الازهار، والملاعب والمسارح، والاشجار الظليلة، والكروم، واحد منها للروضات وثانٍ للابتدائي وثالث للتعليم الاساسي، وهم سائرون في طريق انشاء ثانوية.
جدير بالذكر ان النهضة العلمية والاجتماعية التي تحظى بها القبيات، اليوم، مدينة بها، بشكل اساسي للآباء الكرمليين.
ظهرت الكنيسة، في بداياتها كبيت السكن، لا تفترق عنه في شيء، ثم تطوّر فن البناء الكنسي بتطوّر الليتورجية، وبمقدار ما تسمح الأوضاع الاقتصادية . وجاءت التأثيرات لتحوّر في البناء بمقادير مختلفة، وذلك كما حصل في بداية القرن العشرين؛ على سبيل المثال حفر الحائط الشرقي على شكل مستطيل، لتركن فيه، فوق المذبح، صورة كبيرة لشفيع الكنيسة، مستورده من أوروبا . هكذا تحوّلت الكنيسة من كعبة بسيطة إلى كنيسة فخمة ذات طراز هندسي معقّد، ومثالها كنيسة الآباء الكرمليين في القبيات كنموذج للاتساع والفخامة والنحت والزخرفة أما الكنائس الرعائية فهي: كنيسة سيدة الغسالة العجائبية (بناء قديم وبناء جديد)، سيدة الحبل، سيدة الإنتصار ومار شربل (القطلبة)، سيدة الإنتقال، مار جرجس، مار ضومط (دير الكرمل)، مرتمورة وسيدة الشنبوق، الأربعين شهيد. في بلدة عندقت الكنائس الرعائية هي مار شليطا، السيدة، مار مارون (جديدة). أما المزارات الأثرية والروحية مار الياس عودين، مار اليان، مار سابا، مار شليطا، مار سركيس وباخوس، سيدة كماع، مار جرجس شويتا، سيدة غـزراتا، سيدة شحلو، دير مار جرجس مرتمورة. عدا ذلك نذكر الآثار القديمة في أكروم وأغلبها كنائس وأديار، وكنيسة سيدة القلعة في منجز.
بيت السكــــــــن |
البيت اللبناني القروي معروف بوظيفته : موقد يجمع العائلة حوله : تتدفأ وتطبخ وتأكل وتنام . الى جانب زريبة ملاصقة تضم بهائمه وأمامه مصطبة يربّع عليها ويصيف. وغالباً كان الحيوان، وسيلة الرزق، كالبقرة الحلوب وبغل المكاري أوالجمل يشارك صاحبه المأوى الواحد، ويملي هندسة البيت، فكان باب البقار منخفض العتبة، ضيقاً، وباب الجمّال واسعاً عالياً، ليدخل الجمل من خرمه. وقد يفصل بين الانسان والبهيمة حاجب من قصب أو من قضبان الدفلى المطليّة بالوحل.
وتميّز بيت الشيخ والخوري بالعليّة . وهي غرفة مقصوبة الحجارة، بباب نحيت على جانبيه كوّتان يوقد فيهما سراجان يستضي بهما السمّار . وتحت العلية قبو بشكل الكاراج لركوبة الوجيه، والتي هي فرس أو بغلة.
بازدهار السوق التجارية، ودخول الرأسمال النقدي الى القبيات منذ اواخر القرن التاسع عشر، كان لمشايخ البلدة المتنفذين بصورة خاصة، وللاداريين والوسطاء والتجار بصورة عامّة، حصص من أموال الحرير، استثمروها في بناء البيوت البالغة الفخامة، مستخدمين أمهر البنائين وأشهرهم في المشرق، أتوا بهم من حلب ومن ضهور الشوير، فزخرفوا وزيّنو، ونحتوا التماثيل، لا سيما الاسود والثمار والازهار وأشياء الطبيعة الصامتة، مازجين بين فنون البناء المحلية والاوروبية، ثم جاءت أموال المغتربين، فارتفعت حارات القرميد الأنيقة المتأثر بعضها بالطرازين الغربي والمحلي.
وأضافت المداخيل النقدية لمتطوعي الجيش والدرك على التراث المعماري في القبيات فقامت البيوت الحجرية الواسعة، بواجهات على الطراز اللبناني، ثلاثية القناطر، أو ثنائية (مندلون)، وبسلالم حجرية مزفّرة، وغربان (corbeaux) تحمل الشرفات، وقناطر واسعة تنفتح على ديوان فارسي .
خلاصة |
القبيّات مدينة ريفية جميلة، ناهضة إلى المجد، مطمئنة إلى موقعها الامين بين الجبال التي تحتضنه، ناظرة إلى ماضيها العريق بوعي، ومتطلعة إلى المستقبل بثقة وطموح، وتحلم بالحداثة تحت رعاية أبنائها الذين يحبّونها كثيراً، ويعملون لنهضتها .
خط : القبيات - شويتا - غزراتا - عكار العتيقة |
شويتا : ( الارض المستوية ) . قرية قديمة جداً. ورد اسمها من خلال ذكر معارك سنة 694 ميلادية بين الجيش البيزنطي، بقيادة الوزيرين موريقيان وموريق، وجموع المردة، قرب أميون، دفن موريق في " شويتا " حيث لا يزال المكان حاملاً اسمه الى اليوم . أمام بقايا ضريحه بئر كبيرة محفورة في الصخر. يطل على بقايا الضريح مستشفى سيدة السلام الحديث، بإدارة الراهبات الانطونيات.
بقيت " شويتا " قرية مارونية عامرة حتى بداية القرن الثامن عشر. فيها كنيستان متلاصقتان، جنوبية كبرى وشمالية صغرى، على اسم القديسين دانيال وجرجس، تعودان الى العصور المسيحية الأولى، وهما على الطراز الماروني الذي كان معمولاً به قبل القرن الحادي عشر ميلادي. هي اليوم مزرعة للقبيات.
غزراتا : ( القطعان – الزرائب ) وتعرف حالياً باسم المراحات ( المراح : زريبة القطيع ) . فيها كنيستان متلاصقتان، كبيرة وصغيرة على طراز كنيسة شويتا تماماً . وهما على اسم سيدة غزراتا. النقوش الموجودة، والمحفوظة في الحائط، بعد الترميم، تدل على أنها بيزنطية.. الكنيسة وحوشها ملك الطائفة المارونية التي لم تعد موجودة في قرية المراحات . شرق الكنيسة، على سفح الجبل تنتشر قبور وآبار ومعاصر محفورة في الصخور. بعض القبور على شكل صليب ثلاثي الاضلع. تبعد "غزراتا " عن شويتا مسافة ثلاثة كلمترات .
يطل المكان، هن، من فرضة بين جبلين، على البحر فيبدو غروب الشمس، بعيداً بين التلال، في مشهد ولا أروع.
سيدة حديا : بين سيدة غزراتا وقلعة عكار وادٍ عميق، رهيب بسبب منحدراته العمودية، لكنه رائع الجمال بتلوّيه بين خضرة الغابات القاتمة والجنائن الزاهية على مدرجاته. في وسطه نتوء صخري يقوم عليه أثر كنيسة سيدة "حديا" (الترتيل، الشجو) القائم تحت سنديانات بالغة العتق، بهيّة.
قلعة عكار : أو حصن عكار، مشهورة في التاريخ، تعود الى القرن التاسع ميلادي تقريباً، بناه "محرز بن عكار"، وتداوله الغزاة حتى سنة 1109م. عندما سلّمه طغتكين، أتابك دمشق السلجوقيّ، الى الصليبيين بموجب معاهدة. دخل هذا الحصن في ملكية عائلة Puy Laurens الاقطاعية هو وقلعة منجز وحصن لاكوم، ثمّ تحول الى الفرسان المضيفين (فرسان مالطا اليوم) ثمّ الى عائلة أستافور الذي كانت له ابنة وحيدة (ايزابيل) تزوّجها رينوار سيّد أنفة فتحوّل القصر اليه. ثم، سنة 1271، احتلّ القصر الظاهر بيبرس. في العهد المملوكي صارت عكار نيابة مركزها قصر عكار. وفي العهد العثماني صار القصر مركز حكم آل سيفا، وأشهرهم يوسف باشا الذي تنازع اقطاعات المنطقة مع فخر الدّين المعني الثاني الذي احتلّ القصر سنة 1618م وهدم بعضه ناقلا" حجارة منه الى دير القمر.
القصر بالغ الأهميّة الستراتيجيّة، يقابل قلعة الحصن، وقلعة صافيتا، وكانت له اتصالات معهما بواسطة النيران. يحامي عن ممر النهر الكبير الجنوبي وعن سهل البقيعة، ويراقب طريق الامدادات بين بعلبك وحمص. هو حصن جبليّ يقع على جرف صخريّ، بعلو 700 م عن سطح البحر، على آخر خاصرة من جبل عكار في سلسلة جبال لبنان، يحميه من الجنوب"حفـّة" صخريّة تغطيها الثلوج وينحدر منها جدولان، يزنرانه عن يمين وعن شمال، يلتقيان في أسفله مشكلين بداية نهر عكار "الأسطوان". أحد الجدولين ينحدر من أعلى الصخرة بشلال رائع(شالوق عكار) يسمع له، شتاء، دويّ من بعيد.
مساحة القصر 210×70 م. مقطوع عن الصخرة الجبليّة بخندق اصطناعي، يقوم على طرفه البرج الكبير 13× 13 م لا يزال سليما". في باحته صهريج ماء كبير تزوّده بالماء قناة فخارية تجلب الماء من نبع الحفّة، تنزل الى الخندق وتصعد الى القصر بطريقة الأواني المستطرقة Vases communiquants
يزنّر البرج الكبير، في أعلاه، مدماك من حجارة منقوشة، بالتناوب، بفهود، شعار بيبرس، وبتروس. يمكن الصعود الى داخل البرج بسلّم خشبي، ثم الى سطحه، بدرج حجري، حيث يمتد النظر الى آفاق خلابة.
كنيسة سيدة الحفة:
بلدة عكار العتيقة قديمة العهد، آثار القدم بادية، لمن يتجول فيها، بالقناطر والدارات الجميلة وبقايا القصور (قصر على آغا الأسعد من القرن التاسع عشر) والأقنية، والتكية المشهورة بطرازها الأبلق، غرب الساحة، والتي أحاطتها، للأسف بيوت الإسمنت وحجبت عتبتها التي تحمل كتابة من أيام السلطان قلاوون سنة 1260م - (686هـ). وكانت التكية عامرة سنة 1638 وقد نام فيها الشيخ ابن محاسن في طريقه بين دمشق وطرابلس. في أعلى البلدة، حيّ الصايح، وينبوع الشيخ جنيد، المتحدّر شلالات صغيرة من بين الصخور.
ومن الشيخ جنيد صعوداً باتجاه الجنوب الى كنيسة سيدة الحفة الأثرية المهدمة تحت ظلال السنديان الكثيفة، تماماً فوق الشلال حيث يطل الزائر من علو ألف متر على مجمل بلدة عكار وقلعتها ووديانها وعلى التلال المحيطة الغنية بالغابات.
خط القبيات - البيرة - نبع الجعلوك - منجز |
البيرة :
يتقدم المشهد العام في بلدة البيرة إطلالة وقور لصرح مستطيل كبير، بالحجر الاسود، وبأحزمة في الجدران، وبأطر للشبابيك والقناطر، بالحجر الأبيض الذي يضيء جهامة الجدران السوداء، إنه السراي في "بيرة الحكم" بُني سنة 1870 مع الجامع إلى جانبه . وقد استفاد بناتهما من حجارة دير صليبي على تلة محاذية لهما كان يشرب من عين القسطل القريبة بأقنية فخارية. منذ فترة قريبة وجدت مقبرة الدير في المكان، ولا يزال بابها الحجري الكبير الأسود مرمياً هناك، وعليه نقوش مسيحية، منها حرفا ألفا وأوميغا.
يتألف السراي من طابقين فوق أقبية قديمة . الطابق الاعلى فيه أجنحة سكنية ويشرف على مشاهد رائعة تتألف من مروج واسعة وعلى جبال سورية وتلاله، في الأسفل المنزول ومرابط الخيول وبرج دائري للبيطار ومطابخ وباحات فيها فسقيات رخامية.
هيكل نمسيس :
في جوار نبع غزير، هو نبع الجعلوك الذي يسقي بلدة منجز، يقوم معبد يوناني – روماني، فريد من نوعه في لبنان، يُعرف محلياً باسم "مقام الرب" وفي المراجع باسم معبد نمسيس، المعبد من الحجر الاسود الصقيل . مستطيل، مؤلف من ثلاثة اقسام : أوبيستودوم (غرفة خلفية للكنوز) لا تزال قائمة وقدس الأقداس (تشيلا ) والباحة. (بروتشيّلا) . وأقبيّة متعددة ومخازن .
عرف المعبد عبادات متعدّدة : نمسيس إله الثروة والقدر ورمزه دولاب منقوش مع كتابة على قاعدة حجرية في الباحة . زوش كبير الالهة ورمزه النسر ، منقوش على حجر ويحمل في منقاره الحيّة . وقرص الشمس تمثلها منحوتات محفوظة . وأثينا (المتقمصة مع اللات ) ويمثلها نحت لِتُرسٍ كتب عليه اسمها. وكايلوس (الزمن الطيّب La bonne époque ) الذي وجدت باسمه تقادم . كذلك أقام المسيحيون، بين أعمدته المتميزة في طرازه، كنيسة.
تقوم على مصطبة تشرف على وادي النهر الكبير الجنوبي الرائع الجمال . بناها اليسوعيون في أواخر القرن التاسع عشر على بقايا كنيسة قديمة، ودشنوها سنة 1900 . إلى جانبها دير ومدرسة خاليان الآن . داخلها مزيّن بالاعمدة والزخارف واللوحات الرائعة .
غربي الكنيسة، في نهاية المصطبة النهرية، ومفصولة عنها بخندق اصطناعي كان يعلوه جسر متحرك Pont levis. تحوّل الخندق الى طريق تنزل الى النهر الكبير الجنوبي، الحد الفاصل بين لبنان وسوريا. تمتد القلعة على طول مئتي متر. في وسطها بقايا كنيسة على اسم القديس يوحنا، شفيع "الفرسان المضيّّفين". فيها آبار، وبعضها لا يزال صالحاً لتخزين الماء. وفيها أبراج ودهاليز ومعاصر. تحيط بها الوديان العميقة من ثلاث جهات، ويتجول النظر منها خلال مشاهد طبيعية ساحرة. فلحت أجزاء منها وزرعت لوزاً وزيتوناً.
القبور الميغاليتية :
على جانب الطريق، بين منجز وسيدة القلعة عدد كبير من القبور الميغاليتية التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة الآف سنة . دائرية من نوع "دولمن" بعضها مخرّب وبعضها لا يزال سليماً . تجدر الاشارة إلى أن هذا النوع من القبور يمتد على كتف وادي النهر الكبير، ابتداءً من قرية حوشب وحتى قرية شدره وجنوباً إلى أكروم .
كنيسة مار دانيال :
مار دانيال شفيع رعية منجز. الكنيسة قائمة، منذ القديم القديم، في أعلى نقطة في القرية، والبيوت تتدحرج متراصفة من حولها، كأنها تحتضن الكنيسة بالقلوب.
رُقّمت الكنيسة القديمة، بشكلها الحالي، سنة 1882، بالحجر الأسود من خارج وداخل، تعلوها قبة الجرس الأسود النحيت. لكنها نُهبت وشُوّهت في أحداث 1976، وجُدّدت سنة 1978.
دير راهبات الفرانسيسكان :
يقوم عند أسفل التلة، الى الشمال، إنه حديث، واسع الأرجاء وفخم البناء. عمّرته راهبات الفرانسيسكان على الضفاف الجنوبية للنهر الكبير منذ عشر سنوات تقريباً.
كفرنون:
عند طرف قرية منجز، الى الشرق، منفذ الى جارتها، قرية كفرنون (حقل السمكة). قرية مارونية، شفيعها مار الياس، وكنيستها عادية. لكن الكنيسة الجميلة، بالحجر الأسود، وبالحنية الأسطوانية، الناتئة في الحائط الشرقي، وبطربوشها القرميد، هي كنيسة مار ضوميط التي تبعد مئة متر عن كنيسة مار الياس، لكنها تابعة لرعية رماح الاورثوذكسية، ربحتها اثر تحكيم قضائي عثماني، سنة 1886، استعانت المحكمة فيه، بخبراء جاؤوا من اسطنبول، قرروا أن طراز البناء يعود لطائفة شرقية. جدد بناء مار ضومط سنة 1931 . أمامه باحة رحبة، مزينة بأشجار الملول وبالازهار، وتنفتح واسعة على تلال تتموج ممتدة، غرباً، حتى البحر في جون عكار، وشمالاً، الى القرى السورية، عبر النهر.
خط القبيّات - عندقت - عودين |
بلدة قديمة، غربي القبيّات، ملاصقة لها . تنتشر بيوتها على تلال مشرفة، مشرعة في وجه الشمس والريح . شهدت نشاطاً رهبانيّاً مبكّر، ونهضة صناعية ناجحة . أسّس فيها اليسوعيّون، نهاية القرن التاسع عشر، مدرسة بقيت تعمل خلال القرن العشرين،بل تطوّرت إلى ثانوية مزدهرة في عهدة راهبات القلبين الاقدسين، القاطنات في ديرهن الذي يشبه فيّلّلا أنيقة من الحجر الاسود المقصوب، والذي يعود تأسيسه إلى نهاية القرن التاسع عشر . في الطابق الارضي منه "كابالاّ " على اسم القديس يوسف .
في أعلى نقطة، في البلدة، تقوم كنيسة الرعية، على اسم القديس شليط، وهي موغلة في القدم، رممت مراراً . يجاورها على مطلّ مشرف كنيسة صغيرة جديدة، بنيت على رمّة كنيسة قديمة، باسم السيّدة. شمال البلدة، كنيسة قديمة على تلة ملتفـّة الشجر تشرف على قرية عيدمون شفيعها مار جرجس، تابعة لأرثوذوكس عيدمون .
في طرف البلدة، إلى الجنوب، موقع مار سابا . كانت فيه كنيسة قديمة تتظلّل أفياْء السنديان الكثيف، على اسم هذا القدّيس . في الموقع، أيضاً، بقايا منشآت ديرية، من مدافن وآبار محفورة في الصخر، إلى معاصر وأقنية . تحوّل المكان إلى منتزه ومزار .
من مار سابا إلى عمق وادي عودين (مزرعة عندقت ) طريق يتعرّج في أحضان الصنوبر والسرو، وحتى كنيسة مار الياس، العالقة في خاصرة الوادي، والتي كانت تحتضن ديراً ومدرسة، للرهبانية اللبنانية، منذ سنة 1860 .
اليوم، دير مار الياس مرمّم نظيف، ظليل، السكينة، فيه، تثير رعشة، وتريح الاعصاب .
في وسط الوادي وعلى ضفّة النهر بقايا كنيسة قديمة على اسم " مار ليان " وعلى امتداد النهر تقوم مطاحن مائية عدّة .
عند طرف الوادي، قبالة الدير، مدافن منحوتة في الصخر، قديمة جدّاً . ووادي عودين خصيب، غزير المياه، طيّب الجني، غنّي بمناظره الخّلابة، فيه مطاعم نظيفة، سخّية .
أما نهضة عندقت الصناعية فتجلّت في معملين لصناعة خيوط الحرير . أحدهما جنوب البلدة، هدم وبيعت حجارته، لكن بقي برجه شاهداً على ما كان، وكأنه علامة تعجّب والاخر شمال البلدة، لا يزال قائماً لكنه مهجور .
يجاور دير الراهبات، في البلدة، على تلّة، ثكنة عسكرية، بنتها سلطة الانتداب الفرنسي، وهي اليوم عامرة بالجيش اللبناني .
خط القبيات- عندقت - جبل أكروم |
يشكل جبل أكروم المنحدرات الاخيرة لسلسة جبال لبنان الغربية . موقعه الستراتيجي القديم، المشرف على ملتقى وادي العاصي، الممر الداخلي بين شمال وجنوب، بين بعلبك وحمص، ووادي آلوتاريوس القديم (النهر الكبير الجنوبي، حالياً) الواصل بين طرابلس وحمص، جعل منه موطناً لشعوب مختلفة، وممراً للجيوش .
أول قراه السهلة، تشرف على وادي خالد . يظهر أنها كانت مقراً رهبانيا . فيها عين الراهب يخرج ماؤها من مغارة . وكنيسة " سيدة الدرّة "، كناية عن كهف تحت صخرة، في مقدمتها مبنىً له برج دائري مشرف، في أعلاه صليب لاتيني . ظهر الصخرة خُطط لسواقٍ يجري فيها ماء المطر باتجاه بئر. اليوم، الصخرة مقصوفه من وسطها وسدتْ قطعتُها باب المغارة جزئياً .
داخل المغارة، يتقطر الماء في أجران صغيرة . الامهات المرضعات يقدمن لها النذور ليغزر حليبهن .
في وادي القرية قبور محفورة في الصخور، وعين ماء بمزراب حجري.
"مراح الخوخ " "البساتين " " قنية " قرى مليئة بالخرائب الاثرية والمدافن والآبار . بين مراح الخوخ "وقنية " وادٍ اسمه" وادي الدير " في فتحة الوادي المتسعة دير ضخم كنسته واسعة تظللها سنديانات معمرّة . حول الكنيسة ركام من حجارة ضخمة وغرف الدير المتعددة. عبث "المنقبون الليليون" بالركام فظهرت غرف ومدافن أخرجوا من بعضها حجارة محفورة بصور لملائكة مُجنّحة. كذلك ظهرت غرف للمؤنه ومعصرة كاملة للزيت لا تزال في مكانه، وإلى جانبها بئر ماء عميقة . ملامح الدير تدل على أنه يعود للحقبة البيزنطية التي ازدهرت فيها مثل هذه الاديرة . على بعد بضع مئات من الدير، وعلى صخرة، كتابة بأحرف لاتينية .
من الدير، باتجاه الجنوب يطل مدفن ميغاليتي من نوع "دولمن"، لا يزال سليماً، كاملاً .
المونسة :
على طرف قنية، شرقاً، آبار سبعة محفورة في الصخر، يُنزل منها إلى قرية المونسة، ومن "المونسة" إلى قرية "النصوب" الأثرية .
في قرية المونسة على تلّة صغيرة أثر لكنيسة بيعت حجارتها النحيتة .....
يلفت النظر في المونسة أنها كانت مدينة مزدهرة جداً . كثرة لافته في الابار الواسعة المقبّية. كثرة في المعاصر التي لا تزال منتشرة آلاتها في كل مكان. تحصين غريب الطراز. إما دير وإما قلعة واسعة، بمداخل ضيقة لا يتسع بابها لدخول سوى رجل واحد. في وسطها حفرة على شكل حلبة تتدرج جنباتها بالارتفاع على شكل مسرح دائري . فهل هي المسرح الروماني ؟ حجارتها الكبيرة المنحوتة بتقنية عالية إلى جانب أعمدة أسطوانية وتيجان أعمدة. كتابة يونانية بأحرف أنيقة على حجارة بازالية .
وادي السبع :
من "وادي الدير" باتجاه الجنوب " كفرتون " قرية صغيرة آثارها القديمة آبار وكهوف، ومعاصر، بينها وبين أكروم الضيعة وادٍ اسمه " وادي السبع"، على اسم السبع المنقوش في نصب بابلي على صخرة في ضفة الوادي، ينتصب في مواجهة صيّاد ملك يوجّه له ضربة قاتلة. الصياد الملك هو نبوخذ نصر، الذي يحمل سلاحاً بيده اليمنى وتمسك اليسرى بالاسد، وهو يعتمر لبّادة. على بعد ستين متراً منه نجمة سباعية الغصون رمز عشتار، أو الزهرة وإلى جانبها الهلال .
وفي الوادي كهوف وقبور أثرية كثيرة تطلّ فوّهاتها، من الجانبين، على مجرى الوادي.
هياكل أكروم :
ضفة " وادي السبع " الشرقية ترتفع عمودياً نحو مئتي متر، وعلى رأسها يقوم معبدان بيزنطيان، شمالي صغير، وجنوبي أكبر. الشمالي مؤلف من غرفتين مفصولتين بقنطرة. صغيرة داخلية هي قدس الاقداس " تشيلا "، اكبر منها باحة تنفتح على رواق معّمد سقطت أعمدته خلا اثنين إلى الجنوب. لا يزال المعبد قائماً، بالجدران حتى السطح، بفضل حجارته الضخمة، المزوّاة، المصقولة. كان معّمماً بالقرميد يدلّ على ذلك أماكن العوارض الخشبية المحفورة في الكورنيش، والكسر المنتشر في المكان. الاكبر ركام، لكنه ظاهر الحدود رواقه الأمامي،peristyle ضخم الأعمدة الساقطة عدا واحد قائم يضاهي أعمدة بعلبك تقريباً. حول الأعمدة غرف كثيرة مربعة، كأنها مخازن، إلى جانب آبار ضخمة ومعاصر ومقالع. وعلى أعلى التلّة بقايا تحصينات. الموقع استراتيجي، يشرف على بحيرة حمص، ويتحكم بالطريق الذي يربط بعلبك وحمص .
كنيسة شمشوم الجبّار :
سمّاها الاهالي كذلك لاتساعها وضخامة حجارتها . أرضها تزرع بالحبوب . كانت مصلّبة . بقي خورسها الشرقي المؤلف من ثلاث حنايا نصف دائرية تشكل الحنية الرئيسية في الكنيسة حجارتها التي هي الأساس الذي يرتفع فوق الطريق ويشكل مستنداً لتربة الأرض المفتلحة، جميل النحت، متناسق الخطوط. في المكان اسطوانات أعمدة مستوردة من خارج لبنان . ومعاصر وآبار وأبنية منوّعة . على بعد مئتي متر منها بقايا كنيسة عادية على اسم السيدة . قرية أكروم غنية بالحجارة المنقوشة بالكتابة والتصاوير والرموز والآبار الضخمة والأقنية مما يدل على أنها كانت مدينة مزدهرة .
معروجة :
في منتصف الطريق بين قرية "كفرتون" وقرية "الجوزات" قرية قديمة مهجورة اسمها "معروجة" . كنيسة القرية مهدّمة بقى منها رسم اساساتها وأعتاب عليها صلبان . لكن ما تتميز به "معروجة" مدافنها الفخمة المحفورة في الصخور العالية، والتي تحيط سهلة واسعة خصبة . المدافن غرف عالية، واسعة، عميقه يقف فيها الرجل منتصباً، جدرانها منقوشة على شكل أسّرة معمّدة، تحتوي على لحود منظمة . هذه الغرف،لسعته، استعملها الاهالي زرائب لقطعانهم .
في سفح التلة الشرقية من أكروم الضيعة، دير الرهبان الكبير، تدل بقاياه على الفخامة والجهد. حائطه الشرقي صخرة منحوتة عمودياً، عند أسفلها حنية الكنيسة التابعة للدير. لا يزال، أمام الكنيسة مبنى ضخم الحجارة الأنيقة النحت، يرتفع الى العتبات، وفيه بابان يفيضان على مدخل الكنيسة، على عتبة كلٍ منهما صليب كبير أنيق، مما يدل على عظمة سابقة. قبالة الدير مغارة "عيشة" (أسم العائلة التي كانت تملك الأرض)، وهي كناية عن مدافن- غرف محفورة في الصخر، واسعة ومنظّمة. الى جانبها مغارة أخرى تماثلها. بين المغارتين حفرت الصخرة على شكل كرسي يحمل ظهرها كتابة يونانية من نصين يعودان الى فترتين متتاليتين، وفيهما، ربما، معلومات عن الموتى الراقدين فيهما. والمكان غني بالمدافن والآبار المحفورة في الصخور.
ألأضرحة الميغاليتيّة :
على رأس التلة أربعة أضرحة ميغاليتيّة. أكبرها في الوسط، وهو هرم ضخم، له مدخله الخاص الذي لا يظهر من الخارج، ففتح الفضوليون منفذاًَ في احدى صخوره الأربع. علو الصخرة الواحدة ستة أمتار، ومساحة القاعدة من الداخل 12 متراً تقريباً. الهرم الثاني يشبهه لكنه أصغر. الثالث بثلاث صخور والرابعة محطّمة. الرابع ركام.
خط القبيات - " عين الست" - مار شليطا - نبع الابيض نبع بتويج (الساقية القنطرة) - نبع الدلب (الساقية الشلالات) - وادي المعاصر وعين الحجال - دير مار سركيس وباخوس - المحبسة |
دلبة " عين الست" الوارفة، فريدة في عتقها، منعشة في امتداد ظلالها، موحية برسالة الزمن المكتوب على جذعها اخاديد، وعروق، ونواتيء، وكوى. إنها منتجع القبيّات الاقدم، في الهواء الطلق، والاشهر. ولربما، من أجله، قطّر الاجداد عرق كرومهم الذهبية، لأنه، في ظلالها، يصير أطيب مذاقاً. والمازة من جرجير ساقية العين، المسقسقة تحت ظلال الصفصاف المتشابك، حيث، على الفسحات الواسعة، حولها، ينعم المتنزهون بالطراوة والسكون.
التسمية"عين الست" بعيدة في أعماق الزمن، فلا احد يعرف مصدرها، وإن كان بعض الباحثين يظن أن للتسمية علاقة بعبادة عشتروت الفينيقية.
وادي حلسبان اخضر، بهيج، غني بالينابيع، و"مار شليطا" أو "أرتيموس" قديس شهيد كانت له كنيسة قديمة ضمن الهيكل الروماني القديم، الذي كان مميزاً بحجارته الضخمة البيضاء، والذي بني على اسم الاله الروماني"بان"، اله القطعان والبراري. من هنا جاء اسم الوادي المركب من جزأين " بان" وحلسو " أي العظيم. وحسب تقاليد الكنيسة، " مار شليطا"، التي معناها " السيد المتسلّط "، هو شفيع الحيوانات الداجنة، تقدم له النذور من أجلها.
الكنيسة القديمة هدمت، وعُدّل هيكل "بان" ليبنى مكانه كنيسة حديثة، هي اليوم مزار معروف، ومقصود من جميع الجهات .
ينبع ماؤه من قدم الجبل الكلسي، ويتلألأ فوق الحصى البيضاء، في مجرى أخضر، بنبات الجرجير الكثيف، ليصب، غير بعيد عن المنبع، في حوض كبير، ومنه يسقي جنائن الوادي الغضّة، في إطار الروابي الخضراء.
" بيت الوهج" أو " بيت الوجه" . هذا ما يمكن أن يفسّر كلمة " بتويج "، وكلا التفسيرين يدل على عبادة وثنية قديمة. يخرج ماء النبع من قرارة الوادي ليمتلىء به، مباشرة، حوض قديم تظللّه أشجار الجوز من جميع الجهات. على بعد مئات الامتار، تعبر الساقية الوادي الى المنبطح المقابل، في قنطرة صغيرة تمر تحتها طريق الحطّابين.من بقايا حضارة الشرق الاوسط الزراعية.
لا تصل السيّارة الى النبع ولا الى القنطرة، ولا الى المعالم الرائعة التي سيأتي الكلام عليها، فيما يلي: لكن، ولعل عاشقي رياضة المشي في الغابات الظليلة الساكنة، تستهويهم دعوتنا اليها، فيتمتّعون بمشاهد لا تنسى.
نبع الدلب (الساقية الشلال) :
يخرج من كعب الصخرة، على هضبة مشرفة، ويجري في منبسط معشوشب صغير، تحت ظلال اشجار الدلب والصنوبر، في منحدر متدرج شلالات صغيرة لا تحصى، وتحت جسور من الاخضرار، تحنو عليها نباتات الشيح بازهارها الصغيرة، الى ان ينتهي بشلال يعلو قامة" فوق حوض صغير . وفوق النبع هذا، عين الحجال كانت بركة صغيرة لا تنضب تشرب منها حجال التلال المجاورة، لكنها جرت الآن في قساطل بلاستيكية الى بيوت الحي القائم في أسفل التلّة .
واذا صعّد المتنزّه في بطن الوادي، وادي المعاصر، يسحره السكون المخيّم، والظلال الندية، والطبيعة المتوحشة، يتسلق صخوراً شواهق، ومهابط سيول مخيفة، ويمر تحت قناطر صخرية طبيعية، يشم رائحة الزوباع والقصعين، الى ان يصل الى المعاصر الطبيعية القديمة، والتي هي احواض وأجران عميقة محفورة في الصخور، بعضها معاصر، والبعض الآخر مخازن لحفظ العصير. ينعطف يميناً ليزور دير مار سركيس وباخوس.
كنيستان متلاصقتان: شمالية وجنوبية والخوروس، كما الحال دائماً الى الشرق؛ لكن على عرضي الكنيستين تمتد غرفة معتمة، من غير نوافذ، لا تزال مسقوفة. في جوار المبنى الكنسي بقايا خرائب، وأتون لصنع الكلس، وبئر عميقة، محفورة في الصخرة، ومن فوهتها ساقية تصبّ في حوض صغير الى أسفل الصخرة، كأنه مشرب للماشية. وتتدرج التلة، حول الدير، بجلول كانت معّدة للزرع لكن الغابة اجتاحتها.
الوادي المقابل للدير، شرقاً، اسمه وادي المحبسة، وفيه فعلاً صخرة كبيرة حفرت فيها غرفة لها باب ضيق كان يسد بحجر كبير، هي المحبسة.
محليّاً يسمّى "دير العقبة" والمقصود بالإسم المكان الصعب المرتقى الذي تمر فيه طريق المسافرين بين الداخل السوري وجبل لبنان، عبر عكار العتيقة، وكان الدير فندقاً للاستراحة على ذلك الطريق الطويل .
لا يزال الدير، قائماً حتى أعلى جدرانه التي نبتت فوقها أشجار السنديان، في مشهد غريب، وقد ارسلت شروشها ظاهرة في انحاء الجدران فأمسكتها عن السقوط. الاعمدة الجدارية التي كانت تحمل السطوح منحوته باتقان مما يدل على ان هذا الدير قد شهد فترة ازدهار طويل .
القبيات- القطلبة - وادي نبع الجوز - زبود سيدة كمّاع - الشنبوق - محمية كرم شباط |
الدرب الاخضر: من القبيّات، وسط البلدة، صعوداً باتجاه الجنوب، درب مفتوح في صدر الصنوبر الاخضر، مرّة تنفرج الغابة عن يمين وعن شمال ومرّة تتحول الى نفق حيث تتعانق الاغصان فتظلل الطريق بين مفرق حي القطلبة والمرغان، فينتعش حتى الصدر الضيق بنسيم الصنوبر العطر.
يتفرع من "الدرب الاخضر" درب أخضر آخر الى حي القطلبة، وهو الحي الاعلى في القبيّات . القطلب معناه، في الارامية، المتشابك. وهو يطلق على شجر أوراقه عريضة، سميكة، ملساء، لامعة، وعميقة الاخضرار. قشور فروعه حمراء. وشجرة ظليلة منه أعطت الاسم للحي، بينما كان الاسم القديم " مزرعة بيت سعادة" . ولا يزال اسم ارض بيت سعادة يطلق على الموقع الذي فيه الكنيسة اليوم.
كنيسة "سيدة النصر" شفيعة الحي، تقع على تلة تشرف على وادي نبع الجوز الظليل، الغني بتنوع غطائه النباتي، فيعرض مناظره الخلابة على مدار الفصول، كذلك تشرف باحة الكنيسة من خلال ظلال صنوبرتها العتيقة على السفوح الخضراء لتلال المرغان واللوقة والعلّية وتلة الشاكوش، في الغرب البعيد، وكلها غابات غضّة.
وتشتهر "المواش" في أسفل الحي، بمياه نبع الجوز المتلألئة في غدران واسعة، تارةً، " كفسقيات"(Piscine ) السباحة، وطوراً تتحدر شلالات لؤلؤية . وعلى فم وادي " المواش " هذ، يقوم منتجع "شلال السمك"، الوادع تحت الظلال والذي يقدّم سمك "الترويت" الطازج، الى جانب صحون المازة، الغنية .
" والمواش " معناها المنتزع من الماء أو العائم على وجه، وهو هنا يشير الى الأرض الخصيبة المكوّنة من الرواسب التي يراكمها النهر على جانبي المجرى، فتنتج أطيب الخضار، ومن الثمار اشهاها.
يـنابـيع :
نبع حماده: في أعلى القطلبة، ينبجس من جرح مفتوح فاغر في صدر الجبل، ويجري متدافعاً، لجينياً، بين الحجارة والحصى، ثم يتئد في جريانه تحت ظلال الجوز حيث يخضرّ العشب، ويفترش المتنزهون بسطهم حول مواقد تتصاعد منها روائح الشواء الشهية .
نبع البنات: على بعد ثلاثمئة متر من نبع حماده، باتجاه جنوب غرب، وسيراً على الاقدام، صعوداً، يخرج نبع البنات من جنب تلّة اخرى، ومن قلب صخرة، ودائماً تحت ظلال الجوز، وفي حضن التلة الحنون؛ لكن ميّزة هذا النبع هو صمود التراث الاعتق على مدى التاريخ الطويل: ينتقل ماؤه، عبر الوادي، في ساقية خشبية طويلة لتصب في ساقية تزنّر التلة المقابلة . هذه الساقية تسمّى " جرفة" وهي كناية عن جذع شجرة طويلة يفتحه الفلاح بفأسه، ويجوّفه، فيتحول الى مجرى فريد في شكله ونوعه، يعبره الماء بصمت، بعد أن يكون غنّى قبل دخوله، ليعود وليغنّي بعد الخروج، بخرير ولا أعذب.
نبع الجوز: غرب حي القطلبة. غزير الماء، يزوّد القبيّات بمياه الشفّة، وقسم آخر من مائه يروي زروع بساتينها وهو منتزه يقصده المنتزهون ليتمتعوا بالجلوس، صيفاً تحت ظلال الجوز وتناول الطعام. حواليه فسحات وغابات، يقيم فيها الكشافة مخيماتهم.
مقابر زبود :
الاله زبد سامي قديم، ومعناه الهبة، العطاء، والمكان تاريخي قديم، بدليل المقابر الواسعة جداً المحفورة كغرف في الصخر. وسط القاعة الرئيسية عمود من قمم الصخرة منحوت وكأنه يسند الصخرة. والمكان وهدة بين الجبال، فيها حقول خصيبة . ونبع زبود منتزه جميل، ظليل يطل على مشاهد جميلة.
جنوب شرق حي القطلبة، على نتوء صخري بين واديين، وتحت ظلال السنديان العتيق، تطل كنيسة سيدة كمّاع على وسط القبيّات، من خلال فرجة خضراء عميقة بين جبلي المرغان والعلّية. الموقع نفسه يبدو كخشبة مسرح روماني تحتضنه المدرّجات الزراعية الخصيبة من ثلاث جهات؛ الغربية منها تسمى تلّة الجبّانة، التي فيها مغاور – مقابر قديمة جداً.
كمّاع، قد تكون آرامية الاصل، فتكون بمعنى الساحر، ولقدم الخرائب الاثرية فيه، وقبور تلة الجبانة التابعة له، يُظن أن الموقع كان مركز عبادة وثنية.
اما الكنيسة فمزدوجة جنوبية وشمالية، ولكليهما حنيّة (خوروس) يصل بينهما باب واسع. رمم الأهالي هذه الكنيسة المزدوجة، فصارت تقام فيها القداديس في المناسبات والاعياد لا سيما في الصيف . وفي ظلال سندياناتها الوارفة، مصطبة واسعة يحتسي تحتها المتنزّهون كؤوس العرق ولا يشبعون.
المرغان :
تلال خضراء تطلّ على القبيات، تنتشر عليها المنتجعات السياحية الغنية بالاطر الطبيعية الرائعة، وباللقمة الطيّبه، وبالخدمة السمحاء. والمرغان لفظة آراميه معناها الاله الغسّال"، فيظهر أن المكان كان مركزاً لعبادة وثنية قديمة، والمرغان، (MORGANE) جنّية مشهورة في قصص الفروسية في القرون الوسطى في أوروبا. وهن، في المرغان، مطلّ يشرف على القبيات وعندقت، مكلل بالصنوبر اسمه " كرم دريّا " وهو كناية عن مصطبه عاليه او بيدر والاسم " دريا" لفظة سريانية معناها " التذرية" أي البيدر .
تلّة اللوقة : مرتفع هرمي أخضر، تبدو قمتها مائلة، فسميّت " اللوقا" . هذه التلّة العالية تشرف على الآفاق الأربعة، (Les quatres horizons ) فيطال النظر منها غابات القبيات بمجملها، وغابات عندقت وعكار العتيقة، لذلك اختارها مجلس البيئة – القبيّات ليشيد فيها برجاً يراقب حرائق الغابات في مواسم الحر الشديد، فيرسل المراقب انذاراً لمراكز الاطفاء فور نشوب حريق. وتبدو من المكان مشاهد جميلة في جميع الاتجاهات.
شنابيق اسكندر : تحيط الجبال بالقبيّات من كل الجهات فتحرمها من رؤية البحر، ما عدا مطل واحد في منطقة الشنبوق، انها التلّة المسمّاة " شنابيق اسكندر " . من هذا المكان يبدو غروب الشمس على البحر بعيداً رائعاً.
الشنبوق : بالسريانية " شبّوقة " معناها القضيب المستقيم الطويل، وغلب اطلاق الاسم على شجر السنديان الذي كان يربّى لتصنع منه أعمدة البيوت والاخشاب والعصي والمحاريث، وذلك لصلابته. ومنها الفعل بالعامية " شَبَقَ " أي ضرب بالعص، أصلاً، ثم انسحب الفعل على كل ضربة سريعة. في الشنبوق منحدرات زراعية تعطي أفضل الحبوب وأفضل البقول وافضل الثمار. وكان دائماً مصيف القبيات في "الشف"، جمعها " شفيات "، أي غرف حجرية بثلاثة جدران وبسقوف من تراب .
دير سيدة عنان : عنان سريانية الاستجابة وواضح الايمان بالعذراء التي تستجيب لمن يطلب منها المعونة. على ظهر الشنبوق المشرف، شمالاً، على القبيات، وجنوباً، على وادي عودين وكرم شباط والرويمة، تقوم كنيسة حديثة باسم " سيدة الشنبوق" . لكن على بعد مئتي متر، جنوباً، ونزولاً باتجاه وادي عودين، توجد رمّة كنيسة مزدوجة باسم "سيدة دير عنان"، وهي قديمة تعود الى القرون المسيحية الاولى. قريباً من الكنيسة توجد خربة كبيرة تسمّى "القصر" . يظهر أن البناء كان برج مراقبة يرصد تحركات الغرباء في منقلبات الجبل .
حول الشنبوق، على المنحدرات، والسفوح ألفاظ ساميّة تدل على العدد، وتثير الدهشة:
كرم شباط : معناها "كرم السابع"
حربشيت : أو "حرف شيت" حر = حقل .بـ = بيت .شيت : السادس أو اسم ابن آدم الثالث
بطليا : قرية قديمة يفصل بينها وبين حربشيت واد. الآن غير مسكونه. فيها كنيسة كبيرة، أرضها مبلّطة بحجر طبيعي مصقول. على تلة مغارة كبيرة في وسطها عمود عليه كتابة يونانية تمكنّا من قراءة اسم العلم المشهور "غايو" . ولفظة بطليا معناها: بيت الصغير (الطل).
"أم حارتين" : مكان واقع على الطريق القديم المباشر بين حيّ القطلبة وكنيسة سيدة الشنبوق. أم في الاصل، معناها صاحب أو صاحبة. حارتين: معناها: جزء من الحي، والبناء، والزريبة أي "مراح المعزي" . والتثنية واضحة تدل على وجود مبنيين ! وقد تكون هناك اسماء لمواقع لا نعرفها، تكمل الارقام بين الواحد والسبعة. والسبعة، كما هو مشهور، عدد سامي مقدّس.
شير الصنم : الشير هو الصخر العالي ( لفظ فينيقي) والصنم إشارة الى صورة رجل يمسك بيده صولجان، ويعتمر لبّادة وينظر باتجاه رسم لقرص الشمس وتحت صورة الشمس كتابه طويلة لكن مطموسة بفعل عوامل التآكل هذا النصب يمثل الملك البابلي نبوخذ نصر يتضّرع الى الاله "شمس".
محميّة "كرم شباط" : غابة واسعة تتميّز بغناها البيئي الطبيعي لا سيما بالغطاء النباتي الرائع. شجر الشوح هو كنزها النادر. ثم الارز الكثيف . ثم اللزاب الغض، ثم العزر. الى قائمة طويلة من أنواع الاشجار والازهار.
أنشأ هذه المحمية مجلس البيئة القبيات بموجب قرارين صادرين، الأول عن وزير البيئة والثاني عن وزير الزراعة. لكن تنفيذ القرارين لا يزال تعترضه عقبات أمنية أو ما شابه.
تكمن أهمية هذه المحمية بأنواع نادرة من الشجر، وبميزة ثانية هي وجود الأرز والشوح على المنحدرات الشرقية الشمالية لسلسلة جبال لبنان الغربية، والغير معرّضة للرطوبة البحرية، وبميزة ثالثة هي وجود آثار تاريخية قديمة أهمها "شير الصنم" الأثر البابلي.
أهم أنواع شجر المحمية:
الصنوبر وهو من نوع الصنوبر البري:Pinus Brutia) ) يغطي القسم الأكبر من الغابات على ارتفاع ما بين 500 م و 1500 م . ولقد داهم الصنوبر عدة أخطار منها القطع الذي اصبح محدوداً حالياً ومنها مرض دودة الصندل أو الجادوم الذي يداوي حالياً في القبيات بدواء بيولوجي ومنها خطر الحرائق ولقد انشأ مجلس البيئة برج مراقبة في منطقة المرغان للكشف المستدام على منطقة صنوبرية. شاسعة كانت تتكاثر فيها حرائق الغابات وهذا البرج هو الاول من نوعه في لبنان.
السنديان والعفص والملول القادر
العذر وهو من فصيلة السنديان يتساقط ورقه في الخريف، بالفرنسية (Chêne Chevelu) بالانكليزية (Iron Awk).
القطلب ذو الساق الاحمر الجميل والثمرة الطيّبة وقد اعطى هذا الشجر اسمه لحي جميل غارق في الاخضرار من احياء القبيات (القطلبة)
الميس وقد اصبح نادراً .
القيقب، البطم (Pistachier Sauvage )، الجوز، الدلب ( platane d'ourient )، الجوز البري، التفاح البري، الزعرور، الخوخ البري او خوخ الدب.
الارز وهو من نوع الارز اللبناني (Cedrus Libani) ويتواجد على المرتفاعت في عكار فوق 1400م وخاصة في كرم شباط ولقد عانى الكثير من القطع وخاصة من الرعي الجائر للماعز.
اللزابGenevrier ومنه النوع المسمّى عندنا باللزاب العادي. (Junepirus Exelsa) ومنه الكوكلان Junepirus oxicedrus الذي يشكل شجيرات تربو على اقدام الارز الشوح واللزاب العادي. ميزة شجر اللزاب أنه ينمو ويترعرع على مرتفعات منخفضة مثلاً 500 م وأيضاً على اعلى المرتفعات فوق الـ200 م حتى 2700 م. فهو الشجرة الوحيدة التي باستطاعتها تشجير قمم لبنان فوق 2000 م. حيث يتوقف ارز الشوح. والميزة الثانية هي صلابة هذه الشجرة وقوتها. الميزة الثالثة عطرها القوي الذي يفوق عطر الارز والشوح. أما الميزة الرابعة تكمن في أن اللزاب لا يتكاثر الا بعد أن تمر بذرة اللزاب في بطن حيوان (غالباً طير الكيخن) حيث تتخمر وعند خروجها تكون صالحة لان تبذر وتعطي نبتة. من هنا خطر الصيد على تجدد هذه الشجرة الرائعة .
الشوح وهو من فصيلة الشوح الكيليكي ( Sapin de Silicie ) بالرغم من تسميته بالكيليكي ان هذا الشجر عكاري اصلاً وفصلاً، يتواجد قليلاً في كيليكيا وفي سوريا لكن موطنه الأهم والاقوى يكمن في جبال عكار والضنية حيث أهم وأكبر واقدم اشجار شوح ويصبح هذا الشجر نادراً خارج عكار والضنية اذ نجد آخر شجرة شوح جنوباً في محميه حرج اهدن وينعدم في ما بعد تواجد هذه الشجرة من اهدن وحتى جنوب الكرة الارضية! الميزة الاخرى لهذه الشجرة أنها الوحيدة المتبقية من العصر الجليدي الأول .يصل ارتفاع بعض اشجار الشوح الى 25 وحتى 30 م في اسفل الوادي الاسود.
1 - امتاز الأب فرانسوا طنب (+2000 ) بجمع الفراشات من كل أنحاء العالم وتحنيطها بعد اجراء الدراسات العلمية عليها. كما اشتهر بمتحف للأصفاد البحرية سُرق خلال الحرب الأهلية اللبنانية. أما متحف الطيور والحيوانات المصبّرة فيعود وجوده لهمة الأب أيوب يعقوب الكرملي.
Arabic Version - French Version - English Version - Spanish version |
|
Preparation : Rev.Raymond Abdo ocd Texts : Dr. Fouad Salloum - Dr. Cezar Mourani ocd Translations : Sandra Chidiac - Nathalie Abi Rached - Georges Ghosn & wife Design & support : webmaster Elie Abboud |
back to Dr. Fouad Salloum page |
القبيات، دليل سياحي