back to Pere Nassim Kastoun Doc

صلاة ختاميّة لأسبوع "الصلاة من أجل وحدة الكنائس"

السبت 25 كانون الثاني 2014

تحت شعار "أترى المسيح انقسم؟" (1 كور1/13)، دعت رعيّة سيّدة الانتقال (القبيات الضهر) جميع الكهنة الموارنة والأورثوذوكس والكاثوليك والجمعيّات الرهبانيّة النسائيّة والرّجالية والمؤمنين في منطقة الدريب إلى صلاة ختاميّة لأسبوع "الصلاة من أجل وحدة الكنائس" يوم السبت 25 كانون الثاني 2014، الساعة السادسة مساءً، في كنيسة سيّدة الانتقال – القبيّات الضهر.


افتتح اللقاء الخوري نسيم قسطون، خادم الرعيّة، بالكلمة التالية:
"آبائي الأجلّاء، أخواتي الراهبات، أحبّائي المؤمنين،
نجتمع اليوم في هذه الكنيسة المباركة، كنيسة سيّدة الانتقال، في القبيّات – الضهر، لنتشارك، في صلاة ختاميّة لأسبوع الصلاة من أجل وحدة كنائسنا جريًا على عادة الكنائس جميعًا في مثل هذا الاسبوع من كلّ سنة والّذي يفتتح في 18 كانون الثاني في تذكار قيام كرسيّ بطرس في روما ويختتم في 25 كانون الثاني وهو تذكار إيمان بولس الرّسول.
وقد شئنا، في هذه الرعيّة أن نكرّر، للسنة الثالثة على التوالي، دعوتنا إلى كلّ الكهنة الموارنة والأورثوذوكس والكاثوليك في منطقة الدريب لمشاركة الجماعات الرهبانيّة الرجّاليّة والنسائيّة فيها إضافة إلى الجمعيات الرسوليّة والكشفيّة والإنسانيّة ومؤمني الرعايا، في صلاةٍ مستوحاة من التّراثَين الأنطاكي السّرياني المارونيّ والأنطاكي البيزنطي.
إجتماعنا اليوم، في هذا المساء، مساء يوم الأحد، فيه الكثير من رجاء المسيحيّين في العبور من سبت النّور إلى فجر أحد القيامة حيث تتجلّى قيامة الربّ وسرّه الفصحيّ الخلاصي فوق كلّ تعدّد أو انقسام، سبّبه خلال التّاريخ، ابتعادٌ عن الربّ ولو كان مسبّبه الرغبة في الدّفاع عن حقٍّ أو حتّى عن عقيدة... فالمسيح واحدٌ ولو تعدّدت سبل فهمنا لسرّه أو طرق تعبيرنا عن محبّتنا له، في الصلاة أو في الليتورجيّا... وهي حقيقةٌ جوهريّة يذكّرنا بها شعار هذا اللقاء: "ألعلّ المسيح انقسم؟!" (1 كور 1/13)... وفي سبيل هذه الوحدة نصلّي اليوم ونجتمع معًا.
فشكرًا لكلّ من لبى الدعوة ولكلّ من سيشترك معنا بالرّوح لتعذّر مشاركته بالجسد، وشكرًا لوسائل الإعلام الحاضرة أو الّتي ستغطّي هذا الخبر، ولا سيّما تيلي لوميير، كما نشكر كلّ من عمل من أجل إنجاح هذا اللقاء وتنظيمه سائلين الله أن يتقبّل صلاتنا كعربون ندامةٍ عن انقسامنا الّذي أساء إليه، آمين".


ثمّ كانت الصلاة المستوحاة من الطقسين الانطاكيّ الماروني والانطاكيّ البيزنطي.


وبعد قراءة الإنجيل، ألقى الأب ميشال عبّود الكرمليّ، رئيس إقليم كاريتاس عكّار، كلمةً تضمنّت التالي:
" بدايةً، إنها لنعمةٌ كبيرة جداً أن نلتقي بعضنا بعضاً اليوم ولذلك نشكر الخوري نسيم قسطون ورعيّة سيدة اﻹنتقال الضهر لأننا نعيش مناسبة من أجل الصلاة من أجل وحدة المسيحيين.
في طريقي إلى هنا، إستوقفني شابٌ وسألني: "لماذا تقرع الأجراس في كنيسة الضهر؟" فأجبته: "إننا نصلّي من أجل وحدة الكنائس" فقال: "من فرّقهم أساسًا؟"!
هذا الأمر يجعلنا نعود إلى جذور أنفسنا ﻷننا عندما نقول كنائس أو كنيسة فهل يكون معناها إنّها مجزّئة أو موحّدة؟
ﻻ بد لنا أن نتوقّف عند أمرٍ مهمٍّ جداً: عندما يتوفّى أحد الأشخاص العزيزين على قلبنا أو الّذين لديهم مكانة خاصة في حياتنا، السؤال اﻷوّل الذي نطرحه هو: ما كانت أمنيته وكلماته اﻷخيرة ووصيته التي تركها؟ حينها، بقدر حبّنا له نحن أوﻻده أو أتباعه ننفّذ رغباته الأخيرة.
في ليلة آﻻمه، صلّى يسوع الصلاة التي سمعناها وسمّوها: الصلاة الكهنوتية. أحد اﻷشخاص اللاهوتيّين قال إنّها الصلاة التي صلاّها الكاهن اﻷعظم .وفي هذه الليلة نرى رغبة يسوع بأن يكون تلاميذه جميعاً واحداً. فصلاته كي يكون تلاميذه متّحدين لم تكن موجّهة إلى تلاميذه بل إلى أبيه السماويّ. وهو، أي يسوع، كان قد قال في ليلة إحياء أليعازر: "أعرف (يا إبّي) أنك تستجيب لي". لذا نعي بأنّ صلاة يسوع مستجابة والوحدة مستجابة وتُعاش ومُعاشة لأنّ الربّ يسوع قال: "ليكونوا جميعهم واحدا كما أنا وإيّاك أيّها اﻵب واحد".
الوحدة هي وحدة إلهية وليست من صنع البشر ﻷنّ معناها لدى البشر هو أن نكون متشابهين في العيش. كلاّ! ليست هذه الوحدة المنشودة ﻷنّ الله خالق ولديه تنوع في خلقه فأعطى لكل شخص ميزة، ولكلّ عائلة وجماعة ميزتها فعلينا أﻻّ نفكر أنه بإمكاننا أن نكون كلنا موحّدين بمعنى متشابهين.
الأمر الوحيد الذي علينا فهمه هو أن اﻵخر مختلف عنا فلماذا نختلف فيما بيننا؟
ﻷننا دائما نريد أن يفكر اﻵخر مثلنا.
أن نكون موحدين يعني أن نكون مع يسوع المسيح فنعبده ونصغي إليه قلباً لقلب ونتغذّى من جسد المسيح عندها نعيش وحدة المسيحيين والكنائس. فمثلاً عائلة من 12 ولد وكل منهم أسّس عائلة وعاش في بلاد مختلفة وبعيدة، واحدة في أفغانستان والثانية في القبيات عندها تختلف عن بعضها من ناحية التقاليد والعادات، عندها نقول كيف سيكونوا موحدين؟ أبعودتهم إلى نفس البيت والعيش بنفس الطريقة؟ نجيب بكلاّ!
عيش الوحدة يكون بأن يعرفوا أن لديهم أم وأب وعندها نصل إلى غايتنا ونعرف أنها بدأت مع يسوع ولم تبقى منعزلة على نفسها بل انتشرت إلى العالم .
إذاً لكي نكون موحدين علينا أن نعرف ونفهم بأننا نعيش مع يسوع المسيح، كما يقول القديس يعقوب: "أرني إيمانك بأعمالك". والوحدة تكون في عائلتنا ومع بعضنا وأن نعيشها ونكون متواضعين أي أن نقول بأن اﻵخر لديه حقيقة وليس فقط نحن من يمتلكها، وأن نكون منفتحين ونصغي ونناضل ولكن دون سحق اﻵخرين.
عيش الوحدة يكمن في البحث عن الحقيقة ونشرها وقول الكلمة التي تجمع وليس التي تفرق. فإذا سُئلنا: من أبعد الكنائس ومن فرّقها؟ نقول تقوقعها وتكبرها وإلغائها للآخر وحقدها والشيء اﻷهم بأنها لم تصغِ للمعلّم الأكبر الذي هو يسوع المسيح.
علينا اليوم أن ننطلق بنفسية موحّدة تقول بأن يسوع جمعنا وهو حاضر في قلوبنا، يسوع هو الحاضر اﻷوحد وله يجب أن نسمع، عندما يتكلم يسوع كل شيء...
علينا أن نعود إلى اﻹنجيل ونعيشه كل واحد في منزله وديره وصومعته ورعيته وعمله. كل واحد يعيش مع يسوع المسيح يتوحّد مع البشرية جمعاء، ونحن نؤمن بأن صلاة يسوع ستستجاب، ونريد أن نعيش الوحدة وإذا لم نتمكن من عيشها في منظورنا الشخصي البشري المحدود على اﻷرض، فيومًا من اﻷيام سنكون معه في السماء ونعيش الوحدة معه، له ألمجد إلى اﻷبد، آمين".


بعد الصلاة، تشارك الجميع في لقاء محبّة في صالون الرعيّة.

 

الخوري نسيم قسطون – 25 كانون الثاني 2014

link on facebook:

https://www.facebook.com/media/set/?set=a.10152202505206282.1073741889.696716281&type=1&l=14fd322c5c

back to Pere Nassim Kastoun Doc